الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أسافر للتعلم وأترك أطفالي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج لدي أطفال ما بين 4-3 سنوات، ولدى فرصة سفر للتعلم بإنجلترا لفترة من 3-6 شهور، ولكن متخوف من ترك الأطفال بمفردهم مع الأم، نظرا للمسؤولية الكبيرة عليها، وربما يلحق ضرر نفسي بالأطفال، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأله أن يُصلح لنا ولكم النية والذريّة.

بداية نحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يُصلح هؤلاء الأطفال، وأن يحفظهم بحفظه، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه. ونحبُّ أن نؤكد أن مسألة غياب الأب هذه الأشهر المعدودة قد لا تُلحق ضررًا كبيرًا خاصة في وجود أهل الزوج أو أهل الزوجة حولها ووجود من يُعاونها في رعاية هؤلاء الصغار.

على كل حال فنوع العلم المطلوب، وأثر هذا العلم على المجتمع، وضرورة هذا العلم المطلوب، وكون هذا العلم لا يُتاح إلَّا في ذلك المكان، هي أمور لها علاقة بتحديد الجواب، ولكن نحن نريد أن نقول: الأنثى تتعب فعلاً، ولكن إذا كانت هناك مصلحة شرعية ومصلحة للأسرة من وراء هذا السفر فنتمنّى أن تكون هناك تضحية من جميع الأطراف، ونحن في زمنٍ يسهل فيه التواصل، تستطيع من هناك أن تتواصل مع الأسرة ومع الأطفال، وتتحمّل الأم بعض المسؤولية، حتى نجني وتجني الأمة بعض ثمار من هذا العلم الذي ستناله وتستفيده.

الحياة فرص، ونؤكد أن وجود الأب مع أطفاله، هذا هو النموذج، لكن هذا لا يعني أن الرجل لا يخرج، وقد كان الصحابة يخرجون للجهاد وللعمل وللسفر وللتجارة وللعلم، وهكذا الناس اليوم.

لذلك أرجو أن تقوم الأم بالمسؤولية، أن تعاونها والدتك ووالدتها، وستجد -إن شاء الله- مَن يُعينها على القيام بهذه المسؤولية.

تقدير هذا الموقف طبعًا ينبغي أن تُشاور فيه الزوجة، وتنظرا إلى المصالح المترتبة من السفر، والأضرار التي يمكن أن تحصل، وكيفية تفادي هذه الأضرار، لأن القرار الصحيح هو الذي ينتج عن دراسة بعد استخارة واستشارة. فالإنسان يستخير، والاستخارة طلب الدلالة إلى الخير ممَّن بيده الخير. يستشير، وقد استشرتَ، ولا مانع من أن تستشير مَن حولك، ثم بعد ذلك تتخذا القرار النافع المفيد، وأجدُ في نفسي ميل إلى هذا السفر، إذا كان فيه فائدة لك أو لبلدك أو لأُمّتك أو حتى لمستقبل هؤلاء الأطفال الصغار، طالما كانت المدة محدودة بالأشهر المذكورة في السؤال، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات