الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع شاب يبتزني بكشف أمري؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ فترة تعرفت على شاب من خلال مواقع التواصل، وأحببنا بعضنا، وتكلمنا معا كثيرا، وفي أثناء علاقتنا كنت أرسل له صورا لي لكن بحجابي، وكنت أثق به كثيرا، المهم بعد فترة حصلت مشاكل وتركنا بعضنا، وبعد أن تركنا بعضنا بكم شهر رأيته يرسل رسالة إما أن أعطيه 60 من النقود ويحذف الصور وإما أن يخبر والدي ويسبب لي مشاكل في البيت، علما أنني بعد أن تركته تبت إلى الله واستغفرته وعاهدته سبحانه أن لا أكلم أي ولد أجنبي إلا لضرورة فقط.

فهل يجب أن أعطيه المال؟ وهل إذا أعطيته أعطيه من مال أبي؟ علما بأني طالبة ولا أملك مصدر المال إلا ما يعطيه لي أبي من مصروف يومي في الدراسة، فما هو الحل الأمثل لهذه المشكلة دون عواقب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا في الموقع، ونهنؤك بالتوبة، نسأل الله أن يتوب عليك، واعلمي أن التوبة النصوح هي التي تكون فيها إخلاصٌ لله، وصدقٌ مع الله، وندم على ما حصل، وتوقف عن العمل القبيح، وبعد ذلك العزم على عدم العود، ثم الإكثار من الحسنات الماحية، ونُبشِّرُك بأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها. نسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أرجو ألَّا تستجيبي لهذا الشاب، لأن هذا النوع من الابتزاز قد يستمر، وبعد أن يستلم هذه النقود سيقول (أريدُ أخرى، أريدُ أخرى)، ولذلك أرجو حسم هذا الأمر، وتهديده بأنه إذا فعل شيئًا فإن أهلك سيأخذون حقَّك، كما أن الجهات الرسمية يمكن أن تتواصلي معها لتأخذ لك حقَّك.

وأريد أن أقول: يجب أن تعلمي أن الذي سترك وأنت في المعصية سيسترك إذا صدقت في توبتك ورجوعك إلى الله تبارك وتعالى، فاحرصي على الرجوع إلى الله تبارك وتعالى بصدق، ولا نرى الاستجابة لطلب هذا الشاب، بل ينبغي إغلاق هذا الباب، وتغيير هاتفك، بعد تهديده وإخباره أن هذا لن يكون، وأن عندك من الرجال مَن يستطيعوا حمايتك إذا حاول أن يعبث بهذه الصور، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد.

هذا حقيقة رأيُنا، وأنت مَن يُقيِّم الوضع، ومَن يُقيِّم حال الأسرة، ومَن يُقيِّم التصرف الصحيح، لكن الذي نراه أن الاستجابة لأمثال هؤلاء السيئين (الذئاب) يُطمعهم في كثير من الأشياء، ويجعلهم يستغلُّوا هذه الفرصة، فعليه نقترح حسم هذه المسألة من البداية، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والحفظ والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً