الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدة أعراض جسدية رغم سلامة الفحوصات، فهل هو مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمر العشرين، منذ شهر أحسست بضيق في النفس، وغثيان وتعب، واكتئاب، وذهبت إلى الطبيب، وأجريت فحوصات للسكري، والضغط، ومستوى الأكسجين، وتخطيطا للقلب، والنتائج سليمة، لكنني لا زلت أعاني من ضيق التنفس المفاجئ، وبعض الأعراض المزعجة مثل خدران الأرجل والاكتئاب.

وكل يوم أقرأ أعراض الأمراض التي من الممكن أن تكون أصابتني، أبي يقول: أنني بخير، ولكنني مصابة بالوسواس القهري، علما بأن لي ماض سيء معه منذ أن كنت صغيرة، ولكنني لا زلت قلقة، فهل علي أن أجري فحص الأيكو أو فحصا للرئة؟ لقد انقلبت حياتي رأسا على عقب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لانا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المنطق والتاريخ الطبي للشباب في سن العشرين لا يشير من قريب أو بعيد الى أمراض القلب أو الرئتين في ذلك السن، خصوصا مع عدم وجود أمراض مزمنة مثل الربو، أو أمراض القلب منذ الولادة، والأمر لا يتعدى تعكرا في المزاج، أو اضطرابا في النوم، أو توترا عاطفيا إيجابيا أو سلبيا.

ولا حاجة لمزيد من الفحوصات، والأهم تجنب السهر، والحصول على قسط وافر من النوم ليلا، مع أهمية التغذية الصحية السليمة، وأهمية ضبط مستوى فيتامين (D)، ويفضل أخذ حقنة (D3) من أية جرعات في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين (D) الأسبوعية أو اليومة لعدة شهور، مع أهمية ممارسة رياضة المشي، والحفاظ على الصلاة في موعدها، والحرص على ورد قرآن يومي خصوصا بعد الصلوات المكتوبة.

مع الحرص تناول مكملات غذائية مثل حبوب (المغنسيوم 500 مج)، وحبوب (الكالسيوم 500 مج)، وفيتامين (C)، واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.

والوسواس القهري نوع من اضطرابات القلق، ويتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهريّة متكررة مثل: تكرار الوضوء، وتكرار غسل اليدين، وكثيرا ما يتداخل الوسواس مع بعض الأمراض الأخرى مثل الخوف المرضي، ونوبات الهلع.

وطرق العلاج تتمحور في العلاج المعرفي السلوكي Cognitive behavioral therapy، ويقوم به استشاري الطب النفسي من خلال عدة جلسات يتم فيها مناقشة الحالة مع المريض وردود أفعاله، ومناقشة السلوكيات المرتبطة بالمرض.

ومن بين الأدوية المناسبة لحالة الوسواس القهري سيرترالين (Sertraline) المعروف تجاريا باسم (زولفوت - Zoloft)، ويتم تناول الدواء 50 مج مرتين في اليوم لعدة شهور، ومن المعروف أن الوسواس القهري من أصعب الأمراض في العلاج، ولكن الاستمرار في تناول الدواء، والتفكير المنطقي الإيجابي يساعد كثيرا في تجاوز هذا المرض.

ومن فوائد الدواء أنه يساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ مما يحسن الحالة المزاجية، ويعالج الشعور بالاكتئاب والخوف المرضي.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً