الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل والوسواس

السؤال

السلام عليكم.

كيف أتغلب على الخجل أرشدوني، علماً أن هذا الأمر أتعبني كثيراً وفكرت كثيراً بأن أزني لكسر هذا الأمر، علماً أني ملتزم وجربت جميع طاقتي ولم أنجح، وإني لا أثق بنفسي، علماً أن أصدقائي يقولون لي عكس ذلك، وأنا أعتقد ذلك، لكن الوسواس والخجل حطمني، وأشعر عندما أقف على منصة بالارتباك وترتجف يداي وأحس أن كل الموجودين ينظرون إلى حركاتي وإلى جميع جسمي وكأنهم يراقبونني.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ عمر حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فجزاك الله خيراً على سؤالك.
بالنسبة للخجل هو ظاهرة متعلقة بالتربية والتنشئة في معظم الناس، والخجل بطبيعة الحال ‏ليس أمراً وراثياً إنما هو أمر مكتسب، وكثير من الناس الذين يعتقدون أنهم مصابون ‏بالخجل في حقيقة الأمر هم ليسوا كذلك، إنما مشكلتهم الأساسية هو أن لديهم ضعفا ‏في تقدير الذات، أي أنهم لا يقدرون مقدراتهم وحقيقة أنفسهم بالصورة الصحيحة، أو ‏يقللون من قيمتها، وهذه هي المشكلة الأساسية، ومن هذا المنطلق أرجو أن تعيد تقييم ‏نفسك؛ خاصة أن أصدقاءك يذكرونك بخير ويرون أن فيك الكثير من المميزات الحسنة ‏ولكنك لا تشعر بها.

لقد حزنت كثيراً حين ذكرت بأنك قد فكرت في الزنا لتكسر ‏حاجز الخجل؛ هذا بالطبع تفكير غير مقبول، وأنت إن شاء الله لن تقدم على هذا الإثم ‏الكبير.‏

من الأشياء التي يمكن أن تساعدك هو أن تضع برنامجا يومياً يقوم على مبدأ التواصل مع ‏الآخرين، والتواصل يبدأ دائماً بأن يحاول الإنسان رفع كفاءاته الاجتماعية ومهاراته ‏الاجتماعية فأنت مطالب حين تسلم على الناس يجب أن تكون أنت المبادر بالسلام ‏وبصوت عال وأن تنظر إلى من تسلم عليه في وجهه، أرجو أن تطبق هذا التمرين بصفة ‏دائمة.‏

الشيء الآخر لابد لك أن تجبر نفسك بأن تقوم بزيارة يومية لأحد الأصدقاء أو الأقرباء أو ‏المعارف؛ وحين تذهب لزيارته لابد أن تكون قد حضّرت بعض المواضيع بصورة مسبقة، ‏وتبدأ في نقاش هذه المواضيع مع الشخص الذي تقوم بزيارته، وليس من الضروري أن ‏تكون هذه المواضيع في أمور هامة، إنما يمكن التحدث في العموميات بصفة عامة.

سيكون ‏من المفيد لك جدّاً الانضمام إلى إحدى حلقات التلاوة، أو أن تكون حلقة لتلاوة القرآن ‏مع أصدقائك، فمن خلال حلقات التلاوة يستطيع الإنسان أن يتواصل مع الآخرين وأن ‏يزول عنه الخجل وأن يكون لديه الإقدام على التفاعل، أيضاً ممارسة الرياضة الجماعية ‏يؤدي إلى نوع من التواصل التلقائي أو اللاشعوري؛ خاصة ممارسة كرة القدم. ‏

أرجو أن تطبق هذه البرامج السلوكية البسيطة وأن تكون أكثر ثقة في نفسك وقوة. ‏

سيكون من المفيد لك أن تتناول بعض الأدوية؛ خاصة أن نوع الخجل الذي تعاني منه ‏مرتبط أيضاً بشيء من الرهاب أو الخوف الاجتماعي؛ حيث أنك ترتبك وترتجف أمام ‏الآخرين، من الأدوية الممتازة والفعالة جدّاً لعلاج هذا الارتباك والخوف العقار الذي ‏يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ تناوله بمعدل نصف حبة في اليوم تأخذها ليلاً ‏وبعد الطعام، وتستمر عليها لمدة أسبوعين ثم ترفعها إلى حبة كاملة وتستمر عليها لمدة ‏شهر، ثم ترفعها إلى حبتين وتستمر على الحبتين لمدة ثلاثة أشهر، ثم تبدأ في تخفيض الجرعة ‏بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتخلص من العلاج. ‏

أنا على ثقة كاملة بإذن الله تعالى أنك بتطبيق الإرشادات السلوكية السابقة بصورة جادة ‏مع تناول العلاج سوف تجد بحمد الله أنك قد تخلصت من الخجل والوساوس والمخاوف ‏التي تنتابك. ‏
وبالله التوفيق.‏



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً