الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بالخوف كلما قرأت القرآن ويخطر ببالي أني سأموت

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي منذ 6 سنوات كنت أراها بسيطة ولا تستحق التفكير، والآن أصبحت تؤذيني جداً ومستمرة؛ لذلك أتمنى أن ترد علي رداً شافياً وعاجلاً.

حينما كنت أدرس كنت قبل خروجي يومياً أردد أدعية، ولو عاندت نفسي وعزمت ألا أقرأ هذه الأدعية ولو يوماً واحداً أخاف أن أعود للمنزل وأجد واحداً من أهلي أصابه مكروه؛ فأعود للقراءة! وكنت أضغط على لساني لنطق الحروف بشدة إلى أن أتوتر وأكره الدعاء!

بعدها أصبحت أخاف إذا قرأت قرآناً أو خشعت في صلاتي أو سمعت محاضرة، يخطر في بالي أنني سوف أموت حالاً لأني دائماً أسأل الله الخاتمة الحسنة.

والمشكلة أن نفسي يضيق وضربات قلبي تزيد وأطرافي كأنها تعرضت لصدمة كهربائية (رجفة داخلية)؛ فأعتقد أن هذه مقدمات الموت والاحتضار (وهنا أتعب وأحس بثقل كبير في صدري)، ومهما استعذت من الشيطان لا يتغير شيء، فكرت أن هذا من الفراغ لكن هذا يحدث لي وأنا أقوم بأعمال المنزل أو وأنا أذاكر أو وأنا جالسة مع صديقاتي أو وأنا في السيارة، وفي قمة استمتاعي برحلة أو بمشاهدة تلفزيون، وأنا والله لا أبالغ وأقول ذلك لأني أخبرت أهلي واتفق الجميع أنها مبالغة أو دلع!

وأنا أفكر أن هذه حالي الآن، فكيف بعدما أكبر في السن؟ وما اضطرني للكتابة أن هذا التفكير أصبح ملازماً لي 24 ساعة، ومالي إلا الله ثم أنتم (لا أحلم مجرد حلم بالذهاب لدكتور).


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ هدى حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فجزاك الله خيراً على سؤالك.
أرى أنه ليس هنالك أي مبالغة أو دلع في حالتك، إنما هي حالة تستحق الانتباه والعلاج، وتتلخص في أنك مصابة بما يعرف بالمخاوف الوسواسية والتي امتزجت أو اختلطت بنوع من الرهاب أو الخوف، وهذه الحالات هي بالطبع مزعجة جداً ولكنها والحمد لله ليست خطيرة ويمكن معالجتها.

أرجو أن أؤكد لك وبصورة قاطعة أن هذه الحالة حالة نفسية بسيطة، ومن الواجب والضروري جداً أن تجتهدي في مقاومة هذه الأفكار وأن تحقريها وأن لا تستجيبي لها مطلقاً، فهذا أساس من الأسس العلاجية الضرورية جداً.

وطريقة العلاج الثاني وهي ناجعة وفعالة جداً والحمد لله وهي عن طريق الأدوية، وتوجد الآن الحمد لله عدة أدوية أثبتت الأبحاث فعاليتها في علاج مثل حالتك، أنصح لك بدواء يعرف باسم سيبرالكس أرجو أن تبدئي تناوله بجرعة 10 مليجرام حبة واحدةليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 20 مليجراماً في اليوم وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى 10 مليجرامات وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

سيكون من الأحسن أيضاً أن تتناولي دواء آخر مصاحب يعرف هذا الدواء باسم فلونوكسول، والجرعة المطلوبة هي نصف مليجرام في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.

أنا على ثقة كاملة بإذن الله تعالى أنك بتناول العلاج وتقوية الإرادة ومحاولة مقاومة هذه الأفكار وطردها سوف تشفين إن شاء الله تماماً.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً