الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بجرعة الدواء الموصوفة لوالدتي؟

السؤال

السلام عليكم

تم تشخيص أمي باكتئاب، ووصف لها الطبيب أميتربتلين ٢٥ ملج في الصباح بعد الإفطار، وريزال ٢٥ ملج، وميرتازبين ٣٠ ملج قبل النوم، اليوم هو اليوم الثالث للعلاج وهي تعاني من قلق شديد وضيق، أعتقد أنه من العلاج، في اليومين السابقين اضطررت لإعطائها lorans للتخفيف من القلق.

سؤالي: هل يمكن أن تحدث مشكلة لو أعطيتها كل يوم حتى يتعود جسمها على العلاج؟ علما أنها تأخذه منذ 12 يوم تقريبا، ولا تستطيع تحمل القلق، وتتضايق ضيقا شديدا، وتقول: إنها ستموت.

السؤال الثاني: هل يمكن إعطاؤها lorans مع amitriplyine في جرعة واحدة، وكم يكون الفرق بينهما؟

جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدتك الصحة والعافية، وأشكرك على الاهتمام بأمرها، وهذا بابٌ عظيم من أبواب البِر، وباب إلى الجنة، والجنة تحت أقدام الأمهات، وبارك الله فيك.

طبعًا الاكتئاب النفسي أحد علاجاته الرئيسية هي الأدوية المضادة للاكتئاب، وبجانب ذلك يجب أن نُشجّعها، يجب أن نهتمّ برعايتها، أن نُشعرها بقيمتها؛ لأن بعض الأمهات والآباء حين تتقدّم بهم السِنّ يشعر الواحد منه أن دوره في الحياة بدأ يتقلَّص، وهذا شعور سخيف جدًّا، فيجب أن نُشعرها أن الجميع في حاجة إليها، وأن دورها في الحياة كبير، ودعيها تقرأ القرآن، ويا حبذا لو قرأتِ معها لتشجيعها، دعيها أن تتجنب النوم النهاري، وتركز على النوم الليلي المبكّر، أيضًا رياضة المشي جيدة ومفيدة، يمكن أن تساعديها على ذلك.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي: فمع احترامي الشديد للطبيب الذي وصف لها الأدوية، عقار (أميتريبتيلين Amitriptyline) شبيه لعقار (ميرتازابين Mirtazapine)، والإميتربتالين هو دواء قديم لكنّه فاعل جدًّا، فقط قد يُسبب آثارًا جانبية مثل الجفاف في الفم والطشاش في النظر والشعور بالتكاسل، وأنا مع احترامي الشديد للطبيب لا أرى أن هنالك داعي للإميتربتالين أصلاً ما دام قد قمنا بإعطائها الميرتازابين، وهو دواء فاعل جدًّا، ويُفضّل حقيقةً أن تبدأ الميرتازابين بجرعة 15 مليجرام (نصف حبة) وبعد عشرة أيام تُرفع الجرعة إلى ثلاثين مليجرامًا، لكن ما دام قد تمّ إعطائها جرعة الثلاثين مليجرامًا منذ البداية فأعتقد لن يكون هنالك إشكال فيما يتعلق بهذه الجرعة.

بقي بعد ذلك موضوع (لورانس Lorans) وهو (لورازيبام Lorazepam): طبعًا هو دواء جيد لعلاج القلق والتوترات، ويتميز حقيقة بأنه يُساعد على إزالة التوتر، لكن الإنسان إذا تناوله لمدة طويلة ربما يتعود عليه، فأنت لم تذكري الجرعة التي تتناولها الوالدة، فإذا كانت مثلاً واحد مليجرام فلا بأس في ذلك، وبعد أسبوعين مثلاً يمكن أن تخفف الجرعة إلى نصفها لمدة عشرة أيام، ثم يتم التوقف منها.

إذًا الميرتازابين ثلاثين مليجرامًا ليلاً، وقلنا أن الشيء المثالي أنها كانت تبدأ بـ 15 مليجرام، لكن -إن شاء الله- لن يحدث أي ضرر من حيث بداية الجرعة الكبيرة، والإميتربتالين أنا حقيقة لا أراه عقارًا جيدًا لها، و (ريزال rezal) وهو (كويتيابين Quetiapine) يُساعد على النوم، ويساعد على إزالة التوتر، ويمكن أن تتناوله ليلاً بجانب الميرتازابين، لا تتناوله نهارًا، أمَّا في فترة النهار فيمكن أن تُعطى عقار مثل (ديانكسيت Deanxit)، وهو موجود في السودان، حبة في الصباح مثلاً سوف تُساعدها في إزالة القلق والتوتر.

وإن كان هنالك حاجة لإضافة مضاد اكتئاب آخر فعقار (اسيتالوبرام Escitalopram) يُعتبر دواءً مثاليًّا لأنه قليل الآثار الجانبية، وفعاليته ممتازة جدًّا، وهي تحتاج للجرعة الصغرى من هذا الدواء، وهي عشرة مليجرام يوميًا في الصباح، ودائمًا تكون البداية بخمسة مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا.

إذًا مقترحاتي العلاجية هي: أن تتوقف الوالدة تمامًا عن عقار (إميتربتالين) لا داعي له أبدًا، وأن تتناول الميرتازابين بجرعة 15 مليجرام ليلاً، لكن إذا بدأت بالثلاثين مليجرامًا فتستمر عليها ولا بأس في ذلك، وإن كان نومها سوف يكون عميقًا بعض الشيء، لكن الدواء سليم، وعقار (كويتيابين) -وهو الريزال- تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، أمَّا في فترة النهار فتتناول (ديانكسيت) حبة واحدة في الصباح، مُزيل ممتاز للقلق وللتوترات، ولا يُسبّب نعاسًا أو تكاسلاً، وإذا احتاجت لمضاد اكتئاب إضافي (اسيتالوبرام) كما أوضحتُ سيكون هو الدواء الأمثل والأطيب بالنسبة للوالدة.

هذا ما أراه، وطبعًا متابعتها مع طبيبها سوف تكون مفيدة جدًّا بالنسبة لها، وأسأل الله تعالى لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ويمكنك التواصل معنا بعد شهرين من الآن لإفادتنا بمستوى تقدُّم العلاج بالنسبة للوالدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً