الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل علي إثم إن قلت عن زوجي في نفسي إنه منافق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع، اللهم أنفع به المسلمين واجعله في ميزان حسناتكم..

سؤالي: إذا كانت الزوجة تحب زوجها الذي تظن أنه من \"الذين بدت البغضاء من أفواههم \" هل تكون من المنافقين مع أنها تكره أفعاله، ولكن أحد الشيوخ أفتاها أن تصبر عليه وتحسن إليه، وتدعو له.

وهل تأثم إن قالت عنه في نفسها أنه منافق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا وأختنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونحيي تواصلك مع العلماء وأهل العلم، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونشكر لك أيضًا الثناء على موقعك، ونؤكد أن هذا الموقع منكم وإليكم.

الزوجة التي تُحبُّ زوجها رغم عصيانه لله تبارك وتعالى نحن ندعوها إلى أن تجتهد في النصح له، وأن تُحوّل حبَّها له إلى خوفٍ عليه من غضب الله ومن عذاب الله تبارك وتعالى، ومهما أساء الزوج فإن الزوجة عليها أن تجتهد في الإحسان إليه وفي دعوته إلى الله، بل هو أولى الناس بالدعوة، {وأنذر عشيرتك الأقربين}، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْرِ النِّعم) فكيف إذا كان الرجل هو الزوج الذي اختارك من بين النساء؟ هو أولى الناس ببرِّك، ومن أهم أنواع البر أن تكوني عونًا له على الطاعة، وأن تجتهدي في إبعاده عن المعاصي وعن الأمور التي تُغضب الله تبارك وتعالى.

ونسعد بالاستمرار في التواصل لبيان الإشكالات التي عند الزوج، حتى نتعاون في وضع خطة دعوية لإصلاحه، فإن المرأة إذا كانت تُحب زوجها وهو يعصي الله تبارك وتعالى فإنها تُحبُّه لكنها تكره عصيانه، لكنها ترفض عصيانه لله تبارك وتعالى.

ونتمنَّى ألَّا تصفه بأنه منافق لا في نفسها ولا أمامه طبعًا، أما أمامه فمرفوض؛ لأن هذا لا يُعين على هدايته، ولا يعين على عودته إلى الصواب، بل ينبغي أن تتلطفي معه، وتُحسني التعامل له، وتقومي بما عليك من الناحية الشرعية.

أكرر دعوتنا لك إلى طرح السؤال بصورة أوضح، حتى نتعاون جميعًا في بذل الهداية له، وفي تحديد الأساليب والوسائل التي يمكن أن تُعينك بعد توفيق الله على هدايته ليكون زوجًا لك وليكون بهدايته في صحائفك وصحائفنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً