الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجامعات مختلطة، وأنا أريد العلم الشرعي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا الآن في المرحلة الثانوية، وبعد إتمام الثانوية سألتحق بالجامعة، والجامعة ستكون مُختلطة، لا أعلم ماذا أفعل، أعلم أن الأختلاط حرام، ولكن بالنسبة لأهلي التعليم أهم شيء، وأنا في الحقيقة أُريد أن أطلب العلم الشرعي، أُريد أن أتفرغ له، ولكن أهلي كما ذكرت لن يسمحوا لي بترك التعليم، ولا يوجد حل لدّي إلا تركه، فبماذا تنصحوني؟

جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة الحريصة على الخير-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

جميلٌ أن تحرص الفتاة على طلب العلم، وأجمل من ذلك أن يكون حرصها على طلب العلوم الشرعية كبير، لأن الفتاة إذا تعلَّمت العلوم الشرعية فإنها تنفع أخواتها وتُحسن تربية أبنائها، وتُضيف إضافات كبيرة للأبناء وللأُمَّة، فنسأل الله أن يُعينك على الخير، ونحب أن نؤكد ضرورة النجاح في العلوم والمدارس الحكومية باعتبارها الوسيلة والسبيل الذي يُوصلنا إلى ما نُريد.

وفي المرحلة الجامعية من حقك أن تُطالبي بدراسة العلوم التربوية والعلوم الشرعية، وتجتهدي في إيجاد جامعات ليس فيها اختلاط، فإن لم تستطيعي ولم تجدي فلا مانع من أن تدخلي بحجابك الكامل – أكرر: بحجابك الكامل – إلى تلك الجامعات، وستجدين هناك أعدادًا هائلة وكبيرة جدًّا من الصالحات المنقّبات الحريصات على الخير، والفتاة هي أقدر الناس على حماية نفسها، قطعًا هذا هو الوضع الذي نتمنَّاه، لكن لا نجعل هذا سببًا لترك مجال التعليم لغيرنا، فالملتزمات وأهل الدّين ينبغي أن يكونوا أحرص الناس وأنجح الناس وفي مقدمة الناس، وهذا فيه خير كثير للمجتمعات وللأُمَّة، فغدًا سيتخرَّج من هؤلاء مَن يتحمَّلوا المسؤوليات، مَن يقوموا بتربية الأجيال، مَن يقوموا بقيادة الأُمَّة في كافة الاتجاهات.

ولذلك الإنسان يحرص على أن يتمسّك بآداب هذا الدين العظيم، ثم يجتهد في البحث عن تعليم ليس فيه مخالفات شرعية، فإن لم يجد فليبحث عن الأقل، فإذا لم يجد فعليه أن يُقلِّل مساحة الخطر ومساحة الغفلة عن الله، ونحب أن نؤكد أن كل الجامعات ولله الحمد الآن فيها أعداد لا تُحصى من المنقِّبات ومن الملتزمين ومن المُطيعين لله، بل هم مع دراستهم الجامعية هناك من يطلب علوم شرعية ويتفوق هنا وهناك، ونحن نريد أن نقول: طالبُ الخير وطالبةُ العلوم الشرعية ليس في هذا الزمان ما يقف طريقها، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يُعينك أيضًا على بِرِّ والديك، وأن يُعينك على امتلاك الشهادات التي تُؤهّلُك أيضًا حتى تُقدِّمي نفسك للمجتمع، فنحن في زمانٍ – كما قال قائلهم – لو نهض الإمام أبو حنيفة من قبره لسألوه عن الشهادات والمؤهلات التي يمتلكها ويحملها.

ولذلك أرجو أن تحرصي على أن تُكملي مسار التعليم الحكومي، ثم في الجامعة تختارين الأنسب لك كفتاة ملتزمة، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

فلا أعتقد أن ترك التعليم إيجابي، ولكن نحن نقول: مع الاستمرار في التعليم تستطيعين أن تُحققي كل ما تُريدينه، والله هو المُوفق، فتوكلي عليه، واستعيني به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً