الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل وأعاني من اكتئاب وضيق النفس

السؤال

السلام عليكم..

عمري ٢٢ سنة، متزوجة منذ سنتين تقريبا، ولدي طفل عمره سنة، منذ زواجي وأنا أعاني من مشاكل زوجية كثيرة، أصبت بحالة من التوتر والقلق النفسي بعد ولادتي، لأنني لم أجد الدعم النفسي، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فزادت المشاكل بين زوجي وأهله، حتى أنني أصبحت عندما نتشاجر أقوم بضرب نفسي وأصرخ حتى أفقد صوتي وأسقط ولا أستطع الكلام.

حتى الآن أصبحت أعاني من صداع شديد، وضيق بالنفس، مع تسارع بنبضات القلب، ليس دائما، وإنما عندما أتذكر شيئا.

أصبح يلازمني وسواس الأورام والعياذ بالله، والموت أيضا، حتى أنني أصبح كل شيء يؤلمني، لا أدري هل هو ألم أم وسواس؟

أنا الآن حامل بالشهر الثاني، وأعاني من صداع شديد وضيق بالنفس مع تساقط شعر شديد، وألم بأذني من الداخل والحلق، وكأنما هناك شخص ما يخنقني.

أفيدوني جزاكم الله خيراً .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Emimh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تعيدي النظر وتراجعي نفسك في موضوع المشاكل الزوجية، أولاً: يجب أن تتعاملي مع هذا الأمر بكل إنصاف لك ولزوجك، وتُحدّدي نقاط القوة في الزواج، قبل أن تُحددي نقاط الضعف، ما هي الأشياء التي فيها توافق ما بينك وبين زوجك؟ هذا مهمٌّ جدًّا؛ لأن الإنسان في الحياة الزوجية يجب أن تكون مشاركاته إيجابية، وأن تُدعمي ما هو إيجابي، والأشياء السلبية تُناقشينها مع زوجك الكريم في هدوء تام دون انفعال، وفي الأوقات الطيبة التي يكون فيها مزاج زوجك يتقبّل النقاش، وليس من الضروري أن يصل الإنسان لحلٍّ لكل مشكلة مباشرة، الحلول موجودة لكن قد تستغرق شيئًا من الوقت.

وأنا أنصحك – أيتها الابنة الفاضلة – أقول لك أن المرأة الذكيّة هي التي تحفظ زواجها، وهي التي تعرف الآليات التي تُطور بها زواجها بصورة إيجابية، فكوني حريصة على ذلك.

وأنصحك أيضًا أن تتجنبي مخاطبة زوجك بلغة (أنت) (أنا) هذه لغة سيئة جدًّا وتضرُّ بالعلاقات الزوجية، دائمًا اللجوء لصفة الجمع كالإشارة إلى (نحن لو قمنا بكذا وكذا) مثلاً. هذه أساليب طيبة جدًّا، فأنا أريدك حقيقة أن تأخذي موضوع الحفاظ على زواجك مأخذ الجد، والدعاء مهمٌّ جدًّا وأمرٌ ضروريٌّ جدًّا، ويا حبذا لو يجلس الأزواج مع بعضهم البعض ويتلون شيئًا من كتاب الله كصحة أسبوعية مثلاً، هذا فيه خير كثير جدًّا للأزواج، وللارتقاء بالزواج، وأن يكون زواجًا فاعلاً وجيدًا وناجحًا.

أنت الآن لديك بعض الأعراض النفسوجسدية ناتجة طبعًا من الضجر ومن القلق ومن التوتر وعدم القدرة على التكيف، ومن خلال ما ذكرتُه لك – والذي يمكن من خلاله أن أوضِّح لك كيف تتخطي المشاكل في زواجك وكيف تطورين زواجك – هذا سوف يُساعدك كثيرًا في اختفاء هذه الأعراض إن شاء الله.

وأريدك أيضًا أن تنظمي نومك، تتجنبي السهر، النوم الليلي المبكِّر مهمٌّ جدًّا، مارسي بعض التمارين الرياضية وبعض التمارين الاسترخائية، رفّهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، حاولي أن تُصلحي ما بينك وبين أهل زوجك. هذا أمرٌ مهم، ولابد أن يكون هنالك شيء من الاحترام في هذه العلاقة دائمًا، الزواج هو ميثاق غليظ، وهو مودة وسكينة ورحمة واحترام، يجب أن تقومي بدورك كاملاً في هذا السياق، ويجب أن تكوني معينًا لزوجك.

هذه نصائحي لك، وبما أنك حامل لا أرى ضرورة لتناول أي علاج دوائي في هذه المرحلة، أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً