الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

‏لدي طفلة صغيرة تأتيها نوبات سرحان متكررة

السؤال

السلام عليكم.

‏لدي طفلة بعمر تقريباً ٦ سنوات ونصف، تأتيها نوبة سرحان لثواني معدودة وتتكرر عليها باليوم، تم عمل رسم للمخ وشخص الدكتور الحالة بأنها كهرباء، وصرف لها دواء كثيراً، جرعة ٣ملي، وبدلتها بنصف ملي، ثم ملي ثم اثنين إلى أن وصلنا إلى٣ ملي.

تحسنت تقريباً، وخفت الحالة بعد شهرين، لكنها الآن تقريباً لها خمسة شهور منذ بداية الدواء، ولم ألاحظ تحسناً باستخدام الدواء، بل رجعت كما كانت تسرح لثوان وتعود، وبشكل متكرر باليوم كثيراً.

باعتقادك ما العلاج لمثل حالتها؟ هل أزيد الجرعة؟ أنا في حيرة خصوصاً أني بعيدة عن طبيبها بمدينة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ arsam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يحفظ ابنتك ويجعلها تعيش في صحة جيدة، وأقول لك أن هذه الحالات تحدث لحوالي اثنين بالمائة (2%) من الأطفال في عمرها، واضطراب أو زيادة الإفراز الكهربائي في الدماغ ظاهرة معروفة، وحتى نسمّي الأشياء بأسمائها هي دليل على وجود بؤرة صرعية، يجب أن نكون واضحين وصريحين في هذا الأمر، ولا تتأثّري لهذا الموضوع، المهم هو أن تتناول الطفلة علاجاتها، وأهم شيء أن يُحافظ على الدواء في وقته وبالجرعة المطلوبة.

الـ (كيبرا Keppra) من الأدوية الممتازة جدًّا، وإن كان في بعض الأحيان يُسبِّب عصبية لدى الطفل في الأيام الأولى، بخلاف ذلك يُعتبر من أفضل الأدوية، وتُوجد أدوية قديمة مثل الـ (باربيتون Barbitone) والذي كان يُستعمل سابقًا لعلاج هذا النوع من التشنُّجات الصرعية الغير حركيّة.

جرعة الكيبرا تُحسب حسب العمر، بالنسبة للأطفال من عمر أربع سنوات إلى ستة عشر سنة (16) نبدأ الجرعة بعشرين مليجرامًا لكل كيلوجرام وزنًا، يعني: إذا كان الطفل وزنه ثلاثين كيلوجرام فتكون الجرعة ستمائة مليجرام في اليوم، تُقسَّم إلى جرعتين، وهكذا.

أرجو أن تقوموا بوزن هذه الابنة – حفظها الله – ولكل كيلوجرام وزن تُعطوا عشرين مليجرامًا من الكيبرا، وتُقسَّم هذه الجرعة إلى جرعتين في اليوم، وبعد ذلك يمكن أن تُزاد (تُرفع) الجرعة كل أسبوعين بنفس المُعدل – أي عشرين مليجرامًا لكل كيلوجرام - ولكن الجرعة القصوى يجب ألَّا تتعدَّى ستين مليجرامًا لكل كيلوجرام في اليوم، أي: ثلاثين مليجرامًا لكل كيلوجرام مرتين في اليوم.

أرجو ألَّا تكون الأمور مُعقَّدة، فهي واضحة جدًّا، وإن التبست عليك الأمور فيمكن أن يقوم الصيدلاني بشرح كيفية استعمال الدواء، ولابد أن نتأكد بالفعل من أن الجرعة صحيحة. هذه البُنيَّة – حفظها الله – ربما تكون أصبحت جرعة الدواء ليست كافية، وجرعة الدواء تُحسب بالمليجرام، وكلّ مِلِّي له تركيز مُعيَّن من المليجرامات حسب الشركة التي صنعت الدواء، فالصيدلاني – كما ذكرتُ لك – يمكن أن يشرح لك هذا.

العلاج علاج ممتاز، علاج طيب جدًّا، وأسأل الله تعالى أن ينفعها به، وكما ذكرتُ لك احسبوا الجرعة حسب وزن الطفلة، وهذه الطفلة يجب أن نعاملها معاملة عادية جدًّا، يجب ألَّا تكون هناك حماية مطلقة لها، عامليها مثل بقية إخوتها، لأن كثيرًا من هؤلاء الأطفال يحدث لهم نوع من العطف الزائد نحوهم، وهذا يؤدي إلى خلل تربوي في بعض الأحيان.

هذه هي نصيحتي لك، وطبعًا من المهم جدًّا المواصلة والمتابعة مع الطبيب، وأفضل طبيب يُتابع حالة هذه البُنية هو طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب والصرع، إذا وُجد هذا التخصص سيكونُ هو المناسب والأمثل لحالتها.

أرجو أيضًا ألَّا تنسي الرقية الشرعية، مهمّة جدًّا في مثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً