الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أثق في نفسي وأحسن من شخصيتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا إنسان فاشل في كل شيء، ومعدوم الشخصية، وبعيد عن الله، ومعدوم الثقة في نفسي، وكسول، وعندي مرض ارتجاع في المريء، منذ خمس سنوات وأنا على هذا الحال نتيجة نفسيتي السيئة، ومع كل هذا فالناس تقول عني إنني إنسان طيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من فضل الله عليك أن جعل الناس يقولون عنك إنك إنسان طيب، فلعل لديك من الصفات الجميلة التي يراها الآخرون، ولكنك تقع تحت تأثير الأفكار السلبية نحو نفسك، حتى أصبحت تحقرها لهذه الدرجة! فعليك أن ترفع من شأن نفسك، ومع وجود أخطاء وعيوب فهذا موجود لدى الكثيرين، ولكن نتناسى هذه الأخطاء ونعيش حياتنا بإيجابية وتفاؤل، فما أنصحك به بداية أن تخرج من الجو الاكتئابي والتشاؤمي الذي أغرقت نفسك فيه، وحاول أن تحيط نفسك بالناجحين والمتفائلين، ومن لديهم أهداف عظيمة كالداعة إلى الله، لتعرف أن أعظم هدف هو أن تعيش من أجل الله.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله على التخلص من مجموعة المشكلات المذكورة:

- بالنسبة للشعور بالفشل وعدم القيمة: عليك أن تحب نفسك لا أن تكرهها، فهذا هو مفتاح حل بقية المشكلات، وحب النفس يكون بذكر محاسنها وإيجابياتها وإنجازاتها، فليس من المعقول أنه لا يوجد في شخصيتك أي إيجابية، لذا اعمل على الاهتمام أكثر بنفسك وتعرف عليها وعلى إيجابياتها.

- ابحث عن السبب الرئيسي الذي يقف وراء مشاعرك السلبية، إن معرفة السبب سيسهل عليك حل الكثير من المشكلات الفرعية.

- أعد تنظيم شؤون حياتك، فالفوضى واضحة جداً في وصفك للوضع الحالي، لذا ولكي تبدأ بإصلاح ذاتك عليك ترتيب أولوياتك من المهم إلى الأقل أهمية.

- حدد ميولك والتحق بإحدى الدورات المتخصصة، فذلك سوف يساعدك على ملء وقت فراغك، وتحقيق ذاتك، والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، واكتساب المعرفة التي ترغب باكتسابها.

- مارس الأنشطة والهوايات التي تتقنها وتنجح بها، فالنجاح سر قوة الشخصية.
- اعتن بشكلك الخارجي وهندامك.
- غير عاداتك السلبية، واستبدلها بأخرى إيجابية.
- لا تتسرع بالكلام، فكر جيداً قبل أن تتكلم.
- ركز على الحلول، لا تجلس وتعد مشكلاتك بل فكر بطرق للتخلص منها.

- تعامل مع الناس على طبيعتك، لا تتصنع الكلمة أو الابتسامة، بل اجعل الابتسامة الحقيقية هي مفتاحك لدخول قلوب الآخرين.

- اقرأ عن الموضوعات التي تجد نفسك قليل المعرفة فيها، وتابع مجريات الأحداث العالمية والأخبار اليومية، فهذا يجعلك أكثر اطلاعاً ومعرفة مما يساعظك على التواصل وطرح أفكارك وانتقاد أفكار الآخرين منا يعزز ثقتك بنفسك.

- ابدأ بالظن والتفكير الإيجابي قبل السلبي، وحاول أن تتجاهل الكلام والمواقف التي ليس لها أي تأثير مباشر عليك.

- نظم برنامجك اليومي (نوم كافي، غذاء صحي، علاقات سليمة، أصحاب ذوي أخلاق حسنة، مواظبة على الطاعات).

- حدد السلبيات والايجابيات في شخصيتك، وابدأ بالتخلص من السلبيات حسب الأولوية.
- ضع أهداف في حياتك قابلة للتحقيق، واعمل على تحديد زمن لانجازها.

- من الأدعية العلاجية لإزالة الهم والغم ، حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، قال : فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها، فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً