الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أشكو منه مرض عضوي أم نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة، وعمري 32 سنة، ولي طفلان، منذ 6 أشهر تقريبا شعرت بألم في الثدي الأيمن، وبقيت أتحسس صدري ولم أجد أي كتل -ولله الحمد-، ولكن استمر معي الألم تقريبا لمدة شهر، وبعده بقرابة الشهر بدأ نفس الألم، وازدادت مخاوفي من سرطان الثدي -حفظنا الله وإياكم-.

قبل شهرين تقريبا زرت طبيبتي، فعملت لي فحصا يدويا وإيكو، وقالت لي: سليمة -ولله الحمد-، ووصفت لي المغنيزيوم حبة قبل النوم، فأنا مصابة بوسواس الخوف من السرطان، ودائمة التفحص لجسدي، وبي مس شيطاني، حيث كنت أرقي نفسي، وذهبت عند أهل الاختصاص عدة مرات، لكن منذ فترة لا تقل عن 6 أشهر لم أذهب للرقية، وكلما كثفت الصلاة تأتيني وساوس بالمرض، مع الألم الذي أحس به في الثدي، ينتقل إلى جانبي ظهري ومنتصف الظهر أحيانا ويختفي.

عملت تحاليل شاملة للدم منذ شهرين تقريبا، والنتيجة جيدة -والحمد لله-، وتعرضت لضغوط نفسية نتيجة وفاة أبي منذ شهر تقريبا، فأنا إنسانة حساسة جدا، لكني لا أعرف إن كان الألم نفسيا أم عضويا.

المرجو إجابتي، ولكم مني بالغ التقدير والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وندعو لوالدك بالرحمة والمغفرة، (اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه).

الذي تعانين منه قطعًا هو حالة نفسية ولا علاقة لها بأي مرض عضوي، فالخوف من مرض السرطان منتشر وسط النساء، خاصة الخوف من سرطان الثدي، حيث إنه مرض معروف ويكثر بين النساء، ولذا تحصل مخاوف ووسوسة عند بعضهنَّ.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت قمت بالإجراء الصحيح وهو الفحص، والفحص أثبت أنه ليس لديك أي علَّة، وأنا أنصحك بأن تعيشي حياة صحيّة، الحياة الصحية تُطمئن الإنسان، ومن شروط الحياة الصحية: تجنُّب السهر، والحرص على النوم الليلي، وممارسة الرياضة، والانضباط الغذائي السليم، والعبادة، وأنت -الحمد لله- حريصة على صلواتك، وأنا أنصحك بالأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار الاستيقاظ – فهي تبعث طمأنينة كبيرة في النفس.

كذلك من شروط الحياة الصحية: الحرص على الواجبات المنزلية والزوجية والتربوية للأطفال. والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، وأن تُجري فحصًا دوريًّا، مثلاً مرة كل ستة أشهر، تذهبي إلى طبيبة الأسرة لإجراء الفحوصات العامة، هذا وجد أنه مفيد جدًّا، ويطمئنُ كثيرًا.

موضوع المس الشيطاني: لا أريد لهذا الأمر أن يتلاعب بوجدانك ويُؤدّي إلى المزيد من الوساوس، الإنسان قد كرَّمه الله، والله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الرحمين، والمؤمن في رعاية الله وفي حفظه: {له معقِّباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}، وأنت امرأة حريصة على صلاتك وعلى أذكارك، فإن شاء الله تعالى لن يمسّك سوء أو مكروه. الأمر في غاية البساطة.

أنا أعتقد أنه من الضروري بالنسبة لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، هنالك عقار يُسمَّى (سبرالكس)، واسمه العلمي (استالوبرام) وجدناه على وجه الخصوص مفيدًا جدًّا في علاج الخوف من الأمراض عامَّة ومرض السرطان على وجه الخصوص.

فأعتقد أنك إذا تناولت هذا الدواء سيأتيك بنفع كبير إن شاء الله تعالى. الجرعة هي: أن تبدئي بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خفضيها إلى الجرعة الوقائية، وهي: عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا دواء ممتاز، ودواء فاعل، وبالحرص على الالتزام به إن شاء الله تعالى سوف تجدين منه فائدة ومنفعة كبيرة، وإن أردت أيضًا الذهاب إلى طبيب نفسي فهذا سيكون أمرًا جيدًا، لكن عمومًا حالتك بسيطة. يجب ألَّا تنشغلي كثيرًا بهذا الأمر، وحقّري هذا الخوف وهذه الوسوسة، واسألِ الله تعالى أن يحفظك، واسأليه العافية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً