الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حركات لا إرادية في الوجة تظهر فجأة في المواقف الاجتماعية، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من حركات لا إرادية تظهر في الوجه بشكل لا إرادي يصعب التحكم فيها، وتسبب لي الإحراج.

بحثت عن سبب المشكلة ولا أعرف ما هو سببها؟ تظهر هذه الحركات منذ فترة طويلة أكثر من سنتين، وما زالت مستمرة إلى الآن، ويعلم الله أنها سبب من أسباب حزني المتواصل.

لا أقدر فهم سببها ومصدرها، الشعور الذي أشعر به هو الضعف والخجل، والرغبة في إنهاء الموقف بسرعة، كما أنني تعرضت للتنمر بسببها، وهناك أناس ابتعدوا عني لأنهم يشعرون بضعف شخصيتي.

شرح الحالة: عند حدوث الموقف المحرج أثناء الكلام فجأة، تتغير ملامح وجهي، وترتفع خدودي لأعلى بشكل مبالغ فيه، ولا أستطيع التحكم في ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
رسالتك مفهومة جدًّا، وموضوع الحركات اللاإرادية في الوجه -أو ما يُسمَّى بـ (تكس Tics)- هي ظاهرة معروفة تظهر لدى الأطفال واليافعين، وحتى بالنسبة لبعض الشباب، وهذه الظاهرة في بعض الأحيان يكون سببها القلق النفسي، وفي بعض الأحيان تكون هي مجرد عادة مكتسبة، أو أنها موجودة في الأسرة، وأحيانا يكون السبب فيها حالة نفسية عصبية تُعرف باسم (متلازمة توريت Tourette syndrome)، وهذا هو الشخص الذي وصف هذه الحالة، وفي جميع الحالات -إن شاء الله- نعتبرها حالة بسيطة.

نعم هذه الحالة من الناحية الاجتماعية قد تُسبِّب بعض الإحراج، خاصة في مجتمعاتنا، لكن أريدك ألَّا تُحرج أبدًا، فالأمر بسيط جدًّا، وتتعامل معه من خلال محاولة أن تتجاهله تمامًا، هذا شيء مهم جدًّا، وتتدرَّب على تمارين الاسترخاء بكثافة، هنالك تمارين لشدِّ العضلات وقبضها ثم إطلاقها، وأيضًا تمارين للتنفُّس المتدرِّج، الإنسان يتنفس بصورة خاصة فيما يتعلَّقُ بالشهيق والزفير، يكون بقوَّةٍ وببطءٍ، ويحدث ما بين الشهيق والزفير حبس النفس -أو الهواء- في الرئتين لمدة مُعيّنة، ثم إخراج هذا الهواء أو هذا النفس ببطء.

سيكون من المفيد جدًّا إذا درَّبك أحد المختصين النفسيين على هذه التمارين، علمًا بأنها توجد أيضًا على اليوتيوب، هناك برامج جيدة جدًّا الاطلاع عليها وتطبيقها تُساعد على ممارسة هذه التمارين.

في بعض الأحيان نحن نوصي بعض الأدوية البسيطة جدًّا التي تُساعد في علاج هذه الحالة، لكن أنا أفضّل أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًّا ليتمَّ فحصك مباشرة، ومن ثمَّ يمكن أن يُعطيك جرعة صغيرة للعقار الذي يُسمَّى (هالوبيريدول Haloperidol)، ويوجد دواء آخر يُسمَّى (زيبركسا Zyprixa)، هذا أيضًا نستعمله، أو عقار يُسمَّى (تفرانيل Tofranil)، المهم توجد أدوية كثيرة جدًّا، لكن بما أنها أدوية نفسية وأدوية حسَّاسة لابد أن تُوصف لك من خلال الطبيب، فأرجو أن تذهب إلى الطبيب، -وإن شاء الله تعالى- لن تحتاج لمتابعات كثيرة مع الطبيب.

بصفة عامة: حاول ألَّا يشغلك هذا الموضوع، وحاول أن تصرف انتباهك عن ذلك بأن تجتهد في دراستك، أن تتواصل مع زملائك، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، أن تكون من التميزين جدًّا في الدراسة، وأن ترفّه عن نفسك بالأشياء الطيبة والجميلة، وأن تكون إنسانًا فعَّالاً في أسرتك، وبارًّا لوالديك، حيث إن الإنسان حين يثق في نفسه ولمَّا يُثبت وجوده وتكون له طموحات وفعاليات، وينظر للمستقبل بأملٍ ورجاء، في هذه الحالة ينصرف الانتباه عن مثل هذه الحركات اللاإرادية، وهذا في حدِّ ذاته أيضًا يساعد على علاجها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً