الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاختناق أثناء النوم.. أسبابه وطرق تجنبه.

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أني عندما أخلد للنوم أنهض مخنوقة فقط، بعدها زادت الحالة بحركات لا إرادية كالرفرفة بيدي والنفث دون وعي، وفي الصباح لا أتذكر أي شيء، فظننت أنه مرض روحي، أصبحت أرقي نفسي وأغسل بماء القرآن وأشرب منه وأضعه قربي حتى أشرب منه عندما أستيقظ مخنوقة، ولكن حالتي لم تتغير وأحيانا أختنق حتى في اليقظة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إحسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل عام وأنتم بخير، تقبّل الله صيامكم وطاعاتكم.

هذا الشعور بالاختناق حين النهوض من النوم السبب هو أن الإنسان قد تحدث له توترات عضلية شديدة، وعضلات الصدر هي الأكثر قابلية لهذه التوترات، وهذا يعطي الإنسان الشعور بالاختناق، وهذه الأشياء كثيرًا ما تكون مرتبطة بالأحلام المزعجة، أو بالقلق وبالتوتر، أو أن الإنسان لديه إجهاد جسدي، أو إجهاد نفسي، كما أن الذين يتناولون الكافيين بكميات كبيرة – وذلك من خلال شُرب الشاي أو القهوة بكثرة – ربما تحدث لهم ظواهر من هذا القبيل.

أنا لا أعتقد أن الأمر مرض روحي، لكن طبعًا الإنسان يجب أن يُحصِّن نفسه، والرقية الشرعية دائمًا فيها خير، وإفادة كبيرة للإنسان، كما أن الحرص على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ مطلوب في حياتنا، وهو يصرف تمامًا مثل هذه الظواهر.

إذًا الحالة حالة توترية قلقية، وما دامت مصحوبة بحركاتٍ لا إرادية فهذا يؤكد هذا التشخيص، لا أعتقد أنه لديك أي اضطراب في كهرباء المخ أو شيء من هذا القبيل، وبالنسبة لموضوع التفكير في المرض الروحي – كما ذكرتُ لك: حصِّني نفسك، وهذا يكفي تمامًا إن شاء الله تعالى.

وتحتاجين لبعض العلاجات النفسية البسيطة لإزالة هذا التوتر:
أولاً: حاولي أن تُعبري عن نفسك في أثناء اليوم، لا تكتمي، فالإنسان يمكن أن يحتقن داخليًا من خلال عدم التعبير عن النفس ومن خلال عدم عن التعبير عن المشاعر، وكثيرًا من الناس تكون لديهم مشاعر سلبية وأفكار غير مُرضية ويكتمون هذا الأمر ولا يتحدثون عنه، أو الإنسان يمكن أن يكون حدث له انفعال سلبي مع شخص آخر ويكتم هذا الأمر، هذا كلُّه يؤدّي إلى هذا النوع من التوترات، فإذًا التعبير عن النفس مهم جدًّا، وتجنُّب الكتمان.

أيضًا: لا تتناولي الشاي والقهوة بكثرة، وكذلك يجب أن تتجنبي النوم النهاري، ويجب أن تمارسي تمارين استرخائية، هنالك تمارين لاسترخاء العضلات، وذلك من خلال شدِّ مجموعة من عضلات الجسم وقبضها ثم استرخائها، أو عن طريق تمارين التنفُّس التدرُّجي، توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

أيضًا: حُسن إدارة الوقت مهمَّة جدًّا، الإنسان يتجنب الفراغ، ويجب أن تكوني إنسانة نشطة، ولديك فعاليات إيجابية، وتسعي دائمًا في برِّ والديك، وإن كنت في مرحلة دراسية جامعية يجب أن تجتهدي في دراستك.

أعتقد أن هذه التوجيهات تكفي تمامًا، والأمر بسيط جدًّا، وبعد تطبيق هذه الإرشادات إذا لم تختف هذه الظاهرة ففي هذه الحالة يمكن أن ننصحك بمقابلة طبيب نفسي، وتناول أحد الأدوية البسيطة، لكني متفائل تمامًا أن هذه الظاهرة سوف تختفي بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً