الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبحث عن الراحة والسعادة في حياتي، كيف أحصل على ذلك؟

السؤال

السلام عليكم 

لا أشعر بالسعادة دائما، ولا أعرف ماذا أريد، وأدعو الله -عز وجل- بالأشياء التي أريدها دون استجابة، وأفعل كل شيء أمرنا الله به، حتى العمل غير مرتاحة به.

عندي إحساس أن أي موضوع أبدأ به لا يكتمل، وأحس أني غير مرتاجة، لا أعرف السبب، وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله، إذن نكثر، قال: الله أكثر}

فبين في هذا الحديث -عليه الصلاة والسلام- أن الله  قد يؤخر الإجابة إلى الآخرة، ولا يعجلها في الدنيا لحكمة بالغة؛ لأن ذلك أصلح لعبده وأنفع لعبده، وقد يصرف عنه شراً عظيماً خيراً له من إجابة دعوته، وقد يعجلها له، وفي الحديث الصحيح يقول: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: دعوت ودعوت فلم أره يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء).

فلا ينبغي لك أن تستحسري ولا ينبغي لك أن تدعي الدعاء، بل الزمي الدعاء واستكثري من الدعاء، وألحي على ربك واضرعي إليه، وحاسبي نفسك واحذري أسباب المنع من المعاصي والسيئات، وتحري أوقات الإجابة كآخر الليل وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الصلاة قبل السلام وفي السجود، كل هذه من أسباب الإجابة.

- ابحثي عن السبب الرئيسي الذي يقف وراء مشاعرك السلبية، إن معرفة السبب سيسهل عليك حل الكثير من المشكلات الفرعية، ولمعرفة الأسباب اطرحي على نفسك مجموعة أسئلة تخص حياتك، وانظري لنعم الله عليك وعلى عائلتك قبل أن تنظري لاحتياجاتك، أو عدم تحقيق طموحاتك.

- السعادة تأتي من الرضا بما قسمه الله لنا، وما على الإنسان إلا أن يسعى بالعمل لتحسين أوضاعه ويحاول جاهدا في إعمار الأرض، ليحقق ذاته وأهدافه.

- أعيدي تنظيم شؤون حياتك، ولكي تبدئي باصلاح ذاتك عليك ترتيب أولوياتك من المهم إلى الأقل أهمية، وهنا، حددي ما هي المشكلة الأكبر والأهم وابدئي بإيجاد حلول لها ثم انتقلي للأقل أهمية وهكذا.

- إذا حاولتِ تنفيذ جميع ما سبق ولم تشعري بالتحسن، فأقترح استشارة طبيب نفسي.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً