الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تائب ولكنني أخشى العودة إلى المعاصي مجدداً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، كنت في غفلة لمدة طويلة، وحاليًا أحاول الرجوع، وعندما رجعت كان بتغيير البيئة المحيطة، وهذا مربط الفرس، فأنا الآن أعاني من هذا الأمر، حيث أنني لا أجد شيئًا لأقضي وقت فراغي فيه، وأشعر دائماً بأني سأنتكس، وعندي إشكالية حيث كان لي صديقات كثر، والآن لا يوجد أحد فأشعر دائمًا أني أود العودة لتلك الأيام والذنوب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك -ابني العزيز-، لا يخفي على أحد أن مرحلة الشباب هي مرحلة حرجة في حياة الشباب جميعاً، وأن الشيطان يحرص على أن يأخذ حظه من الإنسان فيها، لأن بعدها عادة ما يكون الوعي والنضج والاستقرار الأسري والنفسي، وقد ورد في القرآن الكريم تعبير عن مرحلة الشباب بأنّها مرحلة القوة والنشاط والعطاء، حيث قال الباري:(الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة)، ففي هذه الآية الكريمة شرح عن المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث يأتي إلى الحياة طفلاً ضعيفاً لا يستطيع القيام بنفسه، ثم تنتهي هذه المرحلة لينتقل إلى مرحلة الشباب التي تتميز بالقوة والشغف والنشاط، والإنجازات، ثمّ ينتقل إلى مرحلة الشيخوخة، فيُصاب بالضعف مرة أخرى.

لذا: عُرفت هذه المرحلة باسم مرحلة التطلع إلى المستقبل، حيث تبدأ شخصية الشاب بالتبلور، والتطور من كافة النواحي، فيكتسب المهارات، والمعارف وغيرها من الأمور، وكل هذا من أجل تأسيس حياة مستقلة له مع زوجة كريمة وأبناء هم زينة الحياة الدنيا.

لكل هذا أنصحك بهذه الخطوات لعلها تنفعك -بإذن الله تعالى-: ففيما يخص قولك: "فأشعر دائمًا أني أود العودة لتلك الأيام والذنوب"، أرى أنّ أسبابه ودوافعه ستزول -بإذن الله- وهذا كله متوقف على عزيمتك، وحسن ظنك بالله، وعدم تسرب اليأس إلى نفسك، مع الأخذ بهذه النصائح للتخلص من هذا الشعور، والثبات على التوبة، وذلك بأنّ تجتهد في أخذ الوسائل والأسباب، وأعتقد بني أن الأمر لن يكون صعبًا إذا وُجدت عندك العزيمة والإصرار والرفض الداخلي، فقط أثبت واعلم أن الشيطان لا يريد لك أن ترتاح وتفرح بحلاوة التوبة؛ حتى تبقى عاصياً محطماً لا تائباً صالحاً، فواصل التوبة، وأكثر منها، وأحسن الظن بالله، ولا تتوقف عن التوبة مهما كانت الأسباب أو الآثار، ولن يخزيك رب العباد.

ويمكنك أن تقوم بتغيير رقم جوالك، وتغيير الإيميل الخاص بك، وإذا أمكن الغاء الفيسبوك، أو توقيف إشغاله لمدة سنة، وأظن هذا هوالحل والمفيد.

أما فيما يخص قولك: "لا أجد شيئًا لأقضي وقت فراغي فيه"، أرى أن عليك فوراً البحث عن وظيفة تتناسب مع قدراتك وإمكانياتك، وبالطبع لديك الكثير، أو العودة لإكمال الدراسة، وما المانع من ذلك -بني العزيز- فأنت في عمر النضوج، وما زلت في بداية مرحلة التأسيس والعطاء، فلماذا هذا الكم الهائل من الشعور باليأس والإحباط، وكأن ملذات الدنيا لا تكون إلا من خلال (ارتكاب .) فهناك الكثير ما يمكنك القيام به لتملئ هذا الفارغ الذي تعيشه.

ولا تنس أن للرياضة فوائد كثيرة على الصحة النفسية والجسدية، فاختر منها ما يناسبك والتزم به، فهي وسيلة تعلم الانضباط والروح الرياضية في التعامل مع الآخرين وهذا قليل من كثير، وأيضاً لها أثر على طريقة نظرتنا إلى الحياة، فقط ابدأ بها، وسوف ترى الفرق في المشاعر والتفكير.

حافظ على أداء الصلاة وصلاة الجماعة، وابحث عن الصحبة الصالحة التي تعينك على دينك ودنياك، فالصلاة تنهي عن المنكر والفحشاء.

تمنياتي لك بمستقبل مشرق ومركز مرموق بني أحمد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً