الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي لا تهتم لرأيي وتقرر بدلاً عني

السؤال

السلام عليكم.

منذ خمس سنوات، التقيت بشاب في المدرسة، ودعوت الله أن يحبني، فهو متدين خلوق وخدوم وحسن المظهر، لم يكن بيننا سوى السلام في المدرسة والمساعدة بين الحين والآخر.

بعد فترة اتصلت أمه بأمي لكي تخطبني له، ورفضت أمي فقط، لأننا لم نتخرج بعد، وقالت بأن الوقت غير مناسب دون أن تسألني، مر الوقت في هذه الأثناء، وكنا نتراسل بين الحين والآخر، ونسأل عن حال الآخر أحيانًا ينشأ نقاش بمواضيع وينتهي، فتح الشاب الموضوع مع أمي مرة أخرى، ولم تسألني، أخبرته بأن التوقيت لا زال غير مناسب؛ مع العلم نحن في دار غربة، والشاب معروف بحسن الخلق.

أمي كان يعجبها الشاب؛ وسبب اعتراضها على عدم حصوله على شهادة بعد، وظنها بأن التوقيت خاطئ؛ لأني ما زلت أدرس، اتصل أخو الشاب بأمي وأخبرها: إن أخي متعلق بابنتك، وينتظر الجواب منذ سنين فلم تجيبوا بالرفض أو الإيجاب -فلا قلتِ نعم، ولا قلتِ لا .. وكذا-، وحال أخي أتعبنا كلنا.

فقالت أمي سوف أعطيكم الجواب بعد ستة أشهر، حينها اختلفت أمي مع أخي الشاب، تدخل الشاب لحل المشكلة فأخطأت والدتي بحقه، بعد ذلك طيب الشاب خاطر والدتي، وواصل موضوع الخطبة؛ لأبي فوافق على تعارفنا وخطبتنا، وتأجيل كتب الكتاب لحين تخرج الشاب وتأمينه لنفسه، بعدها دار حديث بين والدتي والشاب وأختي، ولم تعجبهم آرائه، وقالوا المهم اتفاقكم، مع العلم أنا أختلف بآرائي مع أهلي أيضاً بكثير من الوقت، تجادلنا أنا والشاب، وأنهينا كل شيء في لحظة غضب!

ذهب وأخبر أمي واحتد الحديث، وقالت أمي له: أنت قليل أدب! فغضب لأنها أساءت لتعب أهله، وقال لن أتعلم الأدب منكم.

أنا أريد الصلح وأمي ترفض، فأنا (أحبه) ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نًرحب بك أجمل ترحيب

غاليتي أماني، الزواج هو سنة الحياة، ومطلب أساسي لكل فتاة، وما من شك أن والدتك تحبك، وترجو لك الخير، وأفضل الأزواج، وهذا ربما سبب رفضها خوفا عليك من رجل لا يستحقك وكما يُقال: صاحب الحق هو أفضل من يُطالب بحقه.

لذلك ناقشي والدتك بهدوء، لتوصلّي لها، وجهة نظرك وتعرفي أيضًا وجهة نظرها في رفضها الصلح مع خطيبك بعد الاحتدام الذي حصل بينكم جميعاً.

بالرغم من أن فترة الخطوبة هي فرصة لكلا الطرفين، بأن يتعرفا أكثر على بعضهما بعضا، والتفاهم على الكثير من الأمور، إلا أنه ومع ذلك قد تحدث خلافات، ومشكلات قبل الزواج، وأحياناً تكون قبل حفل الزفاف بيوم، خصوصاً أن بعض هذه الخلافات قد يصعب تحديد سبب منطقي لها، فهي أحيانًا تنتج عن كلام يلقيه أحد الطرفين، كما حصل بينك وبين الخاطب ووالدتك من جدال حاد وغير مقبول.

لذا بنيتي لا بد من التحلي بالحكمة والتفاهم مع الأهل والخاطب، فيجب عليك ألا تستسلمي لأي خلافات عابرة، وكذلك الخاطب عليه ألا يترك وسيلة مناسبة لعودة الأمور إلى مجاريها.

أرى من خلال حديثك عن الخاطب أنه يستحق أن يكون زوجاً لك، وعقدة المشكلة هي أن والدتك، لا تتفهم ظروفك بالقدر المطلوب، وبالتالي فهي لا تتعامل مع مشكلة الخاطب الطارئة بما يجب أن يكون.

حاولي التأثير على مشاعر والدتك بقولك لها: أنك الآن في عمر الزواج وربما بعد سنوات بسيطة يمضي قطار العمر وتمضي الأيام.

ويمكنك أنّ تلجئي وتتحدثي مع والدك على انفراد وبهدوء لتكسبي تأييده ودعمه لك، وأخبريه بما حصل لاحقاً، ويمكن أن يكون والدك وسيطاً بينكما في هذا الموضوع، وإذا لم تجد تلك المحاولات نفعا فلا بأس أن تتوسطي بأحد أخوالك أو خالاتك أو أعمامك أو عماتك أو رجل دين لتيسير أمور زواجك المتعسر.

تمعني في هذه الآية الكريمة: (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) وفيها يثني نبينا موسى عليه السلام على الله تعالى، ويسأله من الخير، والخير كلمة جامعة لما يلائم الإنسان وينتفع به مادياً كان أو معنوياً.

أكثري من الدعاء لوالديك ولك واجعلي البرّ هدفاُ لك.

حافظي على الصلاة، فهي نور الحياة.

أسأل الله لك أن يصلح شأنك ويتولى أمرك، ويحقق ما يتمناه قلبك يا أماني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً