الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرجو تشخيص حالتي ووصف العلاج حيث أني أعاني من نوبات هلع.

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ فترة بعد وفاة أحد الأقارب من مشاعر خوف ونوبات هلع، مع أحاسيس الضعف في الجسم، رغم سلامة الفحوصات الطبية، مع العلم استشرت طبيبا نفسيا شخص الحالة على أنها صدمة نفسية شديدة.

ما زلت أعاني إلى الآن من هذه الأحاسيس، وأشعر بألم يضغط على الرأس، لم أعد أقلق من هذه الأعراض لأنني عرفت منشأها، لكنها في بعض الأحيان خارجة عن سيطرتي.

فما وجهة نظركم من هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هي كلها أعراض جسدية أو بدنية للقلق، القلق له أعراض نفسية متمثلة في الخوف والضيق والتوتر والتوجُّس، والقلق أيضًا له أعراض بدنية متمثلة في آلام الرأس وزيادة ضربات القلب ومثل هذه الأشياء.

طالما معظم الأعراض أعراض جسدية -وكما ذكرتُ لك فهي أعراض قلق وتوتر- وطالما هناك سبب لهذه الأعراض؛ فالأفضل أن تبدأ بالعلاج النفسي، وهناك أشياء يمكن أن تفعلها، ومن هذه الأشياء ممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، تُساعدُ كثيرًا جدًّا على الاسترخاء.

ومن ذلك أيضًا أن يكون عندك روتين يومي لكي تكون مشغولاً عن هذه التفكُّر في هذه الأعراض، تواصل مع أصدقائك عن طريق وسائل الاتصال الصوتية والمرئية من خلال الإنترنت وبرامجه المتعددة، فهذه كلها تؤدي إلى الاسترخاء.

حاول الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير). خذ نفسًا عميقًا وأخرجه خمس مرات متتالية، وكرر هذا عدة مرات في اليوم، فهذا يؤدي إلى الاسترخاء.

أيضًا يمكنك الاسترخاء عن طريق تمارين العضلات، وهو يتمثل في شد مجموعة من العضلات لفترة ثم إرخائها، وبعد ذلك تنتقل إلى مجموعة أخرى، فهذا يؤدي إلى الاسترخاء البدني، والاسترخاء البدني يؤدي إلى الاسترخاء النفسي.

إذا كلّ هذه الأشياء لم تساعدك في التخلص من هذه الأعراض فيمكنك استعمال دواء مُهدئ ومُضادٌ للقلق، مثل (إميتربتالين) أو (تريبتزول) خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، وإذا استمريت فعلاً لمدة ستة أشهر فلا بأس، حتى تختفي هذه الأعراض، ثم توقف عن تناوله بعد ذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن محمد عباس

    بارك الله فيكم دكتورنا الغالي ورحم الله والديك وحفطكم الله ورعاكم ولايحرمنا من استشاراتكم المهمه والقيمة والمفيدة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً