الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تغضب مني وتضربني ضرباً مبرحا، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم..

أمي تضربني ضرباً مبرحاً بسبب أخطاء بسيطة، ومنذ أيام صار بيني وبين أمي خلاف بسبب أخي، ونفسيتي تعبت، وعندما جرى بيني وبين أمي خلاف ضربتني ضربًا مبرحاً، حتى جعلتني أرد عليها في الكلام، وأشد يدها.

وعندما أرادت أن تبصق على وجهي، وضعت يدي على فمها، وندمت ندمًا شديداً واستغفرت الله، وطلبت منها السماح.

هل يغفر الله لي بسبب الضرب الذي ضربت به أمي، ورفعت صوتي ومسكت يدها عندما ضربتني أو لا؟ لأنني بسببه تعبت ومرضت مرضاً شديداً، ولأنني أحب والدتي كثيراً، وأحس أن أمي تضر بي ولا تضر بأخوتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Arij حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك أختنا الكريمة وردًا على استشارتك أقول:
فإن على الأم أن تتعامل مع أبنائها ذكورًا وإناثًا بالعدل، وأن تعرف متى تضرب، ومتى تعفو، وإن أرادت أن تضرب فليكن ضرب تأديب، لا ضربًا مبرحاً، وأن تجتنب الوجه، وأن يكون السبب وجيها.

تصرفك كان عن غضب؛ بسبب شدة الضرب والإنسان في حال الغضب، يصدر منه تصرف غير مسئول، وإن حصل للولد ضرب مبرح من والده؛ لسبب تافه، فمن الطبيعي أن يمسك يده ليمنعه عن الإستمرار، وهذا أمر طبيعي من باب الدفاع عن النفس؛ لكن قد يتجاوز الولد حده كما حصل منك أن شددت يد أمك.

ومع هذا فالذي يظهر لي أن ذلك، بسبب شدة الغضب التي تخرج الإنسان عن طوره فيكون معذوراً فإذا كان الغضب المطبق لا تترتب عليه أحكام إن طلق فلا يقع، وإن أعتق فلا يقع فمن باب، أولى أن يعذر إن صدر منه مثل فعلك.

عليك أن تقتربي من أمك أكثر، وأن تتعرفي على الأسباب التي تجعلها تضربك لأتفه الأسباب دون بقية أخواتك، وعليك أن تعينيها في أعمال البيت، وتتحدثي معها بالكلام اللين، وتطلبي دائماً منها الصفح والدعاء، واطلبي منها التوجيه والنصح على سبيل الدوام.

احذري من الغضب، وعليك في ساعة الغضب أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، فإن لم ينفع فتوضئي، فإن لم ينفع فإن كنت قاعدة، فقومي وإن كنت قائمة، فاقعدي، وهكذا علمنا نبينا عليه الصلاة والسلام نتعامل مع الغضب.

أكثري من الاستغفار، والنوافل المتنوعة فإن الحسنات يذهبن السيئات.
قد لا يكون ضربك من قبل أمك بسبب أنها تكرهك، ولكن من باب التأديب وإن كان أسلوبها خاطئًا فليس كل أمر يضرب عليها الولد بل هنالك الوعظ وغض الطرف أحيانا وهكذا.

اطلبي دائماً من والدتك الدعاء فدعوة الوالد مستجابة، وعليك أن تعيدي النظر في أسلوب تعاملك مع والدتك، وتتعرفي على الأسباب التي اجعل والدتك تغضب منها، وتضربك بسببها.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً