الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والخوف صارا يلازمانني ويعيقان نجاحي

السؤال

السلام عليكم

اسمي أحمد، وعمري ٢١ سنة، أعاني منذ فترة من عدة أعراض تلازمني أغلب الوقت، كسل وإرهاق وخمول، وبعض الأحيان بلاهة، وعدم قدرة على التركيز.

- بالإضافة إلى بعض الأعراض المستمرة معي منذ نحو شهر، وهي ضغطي على أسناني أغلب الوقت لاإرادياً خلال اليوم، وأثناء النوم.

- التعب والخمول حتى بعد النوم لفترات طويلة أو قصيرة لا يجدي؛ فدائماً أصحو وأشعر بإرهاق شديد، وأعاني أيضاً من ضعف في الذاكرة ونسيان سريع للمعلومات، وعدم قدرتي على المذاكرة.

- مرت علي مواقف نفسية وضغوطات صعبة العامين السابقين، فأصبحت قلقاً وخائفاً ومتوتراً في أغلب الأمور، وأصبحت أتجنب التعامل أو الاختلاط مع أحد، وأفضل العزلة.

- بجانب دراستي كمهندس فأنا أعمل من خلال الإنترنت في مجال التصميم، والفترة الماضية كانت صعبة، وتعرضت للعديد من الضغوطات والمشاكل التي تزامنت مع ضغوطات التكاليف خاصة بالكلية الدراسية.

- أصبح تواصلي وتفاعلي مع الناس ضعيفاً.
- مكبوت ومخنوق أغلب الوقت.
- القلق والخوف صارا يلازماني ويعيقاني في كثير من الأمور في حياتي، ومع قرب امتحاناتي النهائية وعدم قدرتي على المذاكرة، والاستعداد لها يزيد من خوفي وقلقي كل يوم.

أريد تشخيص حالتي والحلول الممكنة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أنت لديك مجموعة من الأعراض، فيها ما هو نفسي وفيها ما هو جسدي، ومن الواضح بالفعل – كما تفضلتَ – أنه لديك إجهاد نفسي وإجهاد جسدي، وهذا غالبًا منشأه أنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة ممَّا يُعرف بالقلق الاكتئابي، وإن شاء الله هو من الدرجة البسيطة.

أوّلُ ما أنصحك به هو: أن تذهب إلى الطبيب وتقوم بإجراء فحوصات طبية عامّة، لتتأكد من صحتك الجسدية، يجب أن تتأكد من قوة الدم لديك، تتأكد من وظائف الكبد، الكلى، مستوى الدهنيات، مستوى الأملاح، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د)، مستوى فيتامين (ب12)، هذه فحوصات أساسية، وإن شاء الله تعالى إذا كان هنالك أي خلل بسيط سيُعطيك الطبيب العلاج اللازم.

إذًا التأكد من الصحة الجسدية يُعتبر أمرًا ضروريًّا، أنا لا أتوقع أنه لديك أي علَّة، لكن الانضباط الطبي السليم يُحتّم أن نتأكد أيضًا من الصحة الجسدية ومن صحة الأعضاء.

بعد ذلك علاجك سيتكوّن ممَّا نُسميه بالممارسات الإيجابية لتحسين الدافعية.
أولاً: يجب أن تتمسّك دائمًا بالفكر الإيجابي، وتُحقّر الفكر السلبي، أنت صغير في السن، إن شاء الله تعالى أمامك مستقبل جيد، الفكر الإيجابي مطلوب في هذه المرحلة.

ثانيًا: أن تدفع نفسك نحو ممارسة الرياضة، الرياضة تقوي النفوس، تقوي الأجسام، تُحسّن الدافعية، فيجب أن تكون ملتزمًا بها وتحرص على ممارستها.

ثالثًا: أنت ذكرت أنك كثير النوم والخمول، أنا أنصحك ألَّا تنام أبدًا في أثناء النهار، وتنام ليلاً النوم المبكّر، وتتجنب السهر، وستستيقظ مبكّرًا إن شاء الله، وتؤدّي صلاة الفجر، ثم تبدأ المذاكرة صباحًا.

البكور فيه خيرٌ كثيرٌ جدًّا، درجة الاستيعاب فيه عالية جدًّا، التشتت في الأفكار وعدم القدرة على التركيز يكون غير موجود، على العكس تمامًا، الفكر يكونُ ناصعًا، التركيز يكونُ فيه ممتاز، ويجب أن تستفيد من هذه الفترة ومن هذا الوقت المبارك،

أنا أقول لك: إن المذاكرة لمدة ساعة واحدة في هذا الوقت تُعادل ثلاث ساعات من بقية اليوم، فأرجو أن تقتنص هذه الفترة، وتبني هذه العادة الجميلة، عادة النوم الليلي المبكّر، والاستيقاظ المبكر، وهذا سيكون أحد المفاتيح الرئيسية لتتعلَّم كيفية إدارة الوقت، وهذه كلها إن شاء الله فيها خيرٌ كثير وكثيرٌ لك، فأرجو – أيها الفاضل الكريم – أن تأخذ بهذه النصيحة.

لا بد أيضًا أن ترفّه عن نفسك بأي شيء طيب وجميل، وأن تتواصل مع زملائك وأصدقائك، وأن تكون لك أنشطة اجتماعية، وأن تكون بارًّا بوالديك، لأن التفاعل الأسري مهمٌّ جدًّا جدًّا.

إن شاء الله أنا أيضًا سأصف لك أدوية بسيطة، تُساعدك كثيرًا. هنالك دواء يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، هو مضاد للقلق والتوتر، ومُحسِّنٌ للمزاج، ولا تحتاج له بجرعة كبيرة، جرعة صغيرة سوف تكون كافية جدًّا.

هنالك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، ابدأ بأن تتناول نصفها – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول السبرالكس.

السبرالكس دواء سليم، ودواء فاعل جدًّا، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة، حيث إن الجرعة القصوى هي عشرين مليجرامًا في اليوم، وأنت لا تحتاج لهذه الجرعة الكبيرة.

يوجد أيضًا دواء داعم بسيط جدًّا يُسمَّى (ديناكسيت)، أريدك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة يوميًا مع السبرالكس، لكن لمدة شهرين فقط. هذا أيضًا دواء ممتاز مضاد للقلق، ويُدعم كثيرًا من فعالية السبرالكس.

هذه هي نصائحي لك، والحلول أظنُّ أنها حلول معقولة وممكنة جدًّا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً