الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعود إلى ربي وألتزم بالعبادات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بطبعي شخص مساعد للآخرين، لكن مع مرور الوقت تغير حالي وصرت عصبياً، ومشكلتي هذه لا يوجد لها حل.

ومشكلتي الأخرى أني كنت أواظب على جميع العبادات في شهر رمضان الماضي، وقد مضت شهور على تلك الحالة، وحالياً أشعر بالخوف لأني تركت الكثير من الفروض، وأحاول الرجوع إلى العبادات، لكني غير قادر على أي فعل يقربني إلى الله مثل قراءة القرآن، أو قراءة الأذكار، مما جعلني أشك أن شخصا حسدني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:
- بداية عدم الرضا عن الحال التي وصلت عليها، وحرصك على الاستقامة، والرغبة في ذلك، كل هذا علامة خير، وتدل على أنك ستعود إلى ما كنت عليه، بل وأفضل من ذلك -إن شاء الله-، فأبشر بخير.

- كل ما يحدث للإنسان من انحراف عن الصراط المستقيم، أو تقصير في طاعة الله، فلا شك أن لذلك سبباً، فابحث عن السبب الذي جعلك في هذه الحال، هل هو التهاون في الطاعات؟ هل هو عقوق الوالدين؟ هل هي ذنوب الخلوات والنظر إلى ما حرم الله والرفقة السيئة؟ هل هو الإعجاب بالعمل الصالح الذي كنت عليه؟ هل أنت مصاب بمرض العين؟ هل تعاني من قلق ومشكلات؟ ونحو ذلك من الأسباب، والبحث في الأسباب جزء من الحل، لأنه على ضوء ذلك تتم المعالجة لحالك.

- والنصيحة العامة التي أحب أن أنصحك بها تكمن في الآتي:
1. الإقرار بذنبك بين يدي الله، وسرعة التوبة إلى الله والإكثار من الاستغفار.
2. الدعاء بالتوفيق والصلاح والثبات على الدين.
3. مجالسة الصالحين والالتحاق بحلقات العلم الشرعي .
4. إحسان الظن بالله وأنه يقبل من جاء إليه تائباً، والاستعانة به على الهداية، فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا تيأس من رحمة الله، فالذي وفقك في الماضي قادر على أن يصلح حالك ويعيدك إلى أحسن مما كنت فيه.
5. حافظ على الصلاة الفريضة ابتداء حتى تعتاد نفسك الطاعة مرة أخرى، وتب إلى الله واقض ما فاتك من فرائض ثم حافظ على النوافل تدريجياً.
6.أكثر من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم وحافظ على قراءة أذكار الصباح والمساء.
7. أشغل نفسك بعمل فيه نفع للآخرين، وصلة الرحم، والعمل الطوعي في جهة خيرية.
8. احتمالية أنك مصاب بنظرة حسد أمر وارد، وخاصة أن بعض الأعراض تدل على هذا، ولهذا عليك بالرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات ثلاث مرات صباحا ومساء، وأكثر من الدعاء والاستغفار، وإذا كنت تعرف من أصابك بالحسد، فيمكن تطلب منه أن يغتسل أو يتوضأ، ثم تغتسل بهذا الماء.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً