الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحسم العلاقة التي بيني وبين الفتاة التي أحببتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توجد علاقة بيني وبين فتاة، أحببنا بعضنا حباً شديداً منذ أيام الثانوية، والآن نحن في منتصف الجامعة، أحببتها لدرجة أنني أخاف محادثتها؛ لأن هذا حرام فهي أجنبية، وفجأة قررت أن أخبر والدها بأنني أريدها، بالرغم من أن والدتها وإخوتها يعلمون ذلك، قررت إما أن أخبر والديها وأجعل لهذه العلاقة غطاءً شرعياً؛ لأن حقيقة الإنسان عندما يحب شخصا من أعماق قلبه، لا يسمح له إلا بفعل الشيء الحلال معه، وإما أن أقطع هذه العلاقة لحين الوقت المناسب، إذا كان هناك قسمة لنلتقي بالحلال.

فكرت كثيراً، وخفت أن أخبر والديها وأسبب لها مشكلة، فقمت بتنفيذ الخيار الثاني.

ولكن هذا الفراق كان مؤلماً جداً، ولم أتعود عليه نهائياً، فطيلة السنوات التي كنا فيها مع بعض، لم تمر علي 24 ساعة دون أن أطمئن عليها وأعرف أخبارها، وأكثر حديثنا كان عبر الرسائل، والآن لا أعرف ماذا أفعل؟

بالي مشتت جداً وهي كذلك، وأنا متأكد 100%؛ لأنني في السابق عندما كنت أغيب لساعات كثيرة كانت تقلق جداً وأحياناً تبكي، وهذا فراق دائم حالياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: لا أعلم لماذا اتخذت قراراً بقطع العلاقة بينكما؟ وأنت نفسك تقول أنك تريد غطاء شرعياً للعلاقة خوفاً من الوقوع بالحرام، فلماذا لم تتقدم لخطبتها من أهلها بشكل رسمي، ويتم توثيق ذلك بعقد رسميّ بينكما، وتبقى العلاقة بينكما قائمة بطريقة شرعية؟

احرص على عدم الاختلاء بها، بل يجب أن يكون معكما أخوها أو أحد والديها، فالخلوة محرمة وهي عندما ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه لا يكون معهما ثالث بحيث يحتجبان عن الأنظار، وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة بالتحذير من ذلك، من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:[لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: [ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان]، رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.

والخِطبة في الشرع هي أن يطلب الرجل المرأة للزواج، والذي عليه أهل العلم أن الخطبة مشروعة لمن أراد الزواج، قال تعالى: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء)، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أنه خطب عائشة -رضي الله عنها-، وفي الصحيح أيضا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطب حفصة، رواه البخاري.

وقد رغب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أراد الخطبة بالنظر إلى المخطوبة، ففي الحديث: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)، أبو داود، حسنه الألباني في صحيح أبي داود.

إلا أنه لا يوجد في الشريعة الإسلامية إجراءات محددة يجب اتباعها في الخطبة، وما يفعله بعض المسلمين من إعلان الخطبة وما يقيمونه من أفراح، وما يقدمونه من هدايا، كل ذلك هو من باب العادات التي هي مباحة في الأصل، ولا يحرم منها إلا ما دل الشرع على تحريمه.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً