الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس فقد عاد إلي من جديد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ الصغر من مرض الوسواس، وكل مرة تأتيني الوساوس بشكل جديد وبحلة جديدة، وأبرز الوساوس التي كنت أعاني منها وسواس الموت، ولكن -الحمد لله- تغلبت عليه، ولم يعد يأتيني.

أما الآن فقد أصابني وسواس المرض، ولكن ليس على نفسي بل على أمي، إذ إن أمي منذ شبابها كانت تعاني من أمراض القولون، والبواسير، والشقيقة، وعندما تذهب إلى الطبيب يؤكد لها أنها سليمة، فعرفت أن ما يصيبها من أمراض راجع إلى سحر كانت قد تعرضت له قبل زواجها، وذات مرة ذهبت إلى راق فأخبرها أن أمرها معقدا جدا، وطلب منها أن تعود إليه لكنها رفضت، وقررت أن ترقي نفسها بنفسها، والآن هي تعاني من البواسير، ولكن الألم قد طال (منذ ثلاثة أسابيع وهي مريضة)، كما أنه حاد، ارتاحت قليلا بعد أن أخذت الدواء، لكن لم ترتح كليا ولا زالت تتألم، قالت إنها يمكن أن تكون مصابة بشرخ شرجي، طلبت منها أن تذهب لطبيب مختص ولكنها ترفض، وهي مصرة على عدم الذهاب.

في هذه الحالة بدأت تأتيني الوساوس بأنها ربما تكون مصابة بمرض خطير، بحيث أنني اطلعت على مرض البواسير، ووجدت أنه من الممكن أن يؤدي إلى السرطان، فأنا خائفة جدا، انقلبت حياتي رأسا على عقب، أصبحت لا أستسيغ طعم الحياة، عندما أقول فوضت أمرها لله أرتاح بشكل كبير، لكن سرعان ما تعود إلي هذه الأفكار، ويعود إلي الخوف والقلق خصوصا عندما أسمعها تتألم، تعبت فعلا من هذا، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ chourouk حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.

أنا أعتقد أنه لديك قلق مخاوف، وخوفك على والدتك هو خوف مشروع جدًّا، لكن طبعًا أفكارك أنها مُصابة بالسرطان وأن البواسير يمكن أن تؤدي إلى السرطان؛ هذا كلام ليس صحيحًا. هذه هي المخاوف المرضية، لكن أن تشفقي على والدتك، أن تُطالبيها أن تذهب إلى الطبيب هذا أمر طبيعي جدًّا، وأنا أقول لك: لابد أن تذهب والدتك وتقابل الطبيب المختص، وإن كانت تحس بحرج من مقابلة طبيب رجل يمكن أن تذهب إلى طبيبة، حتى وإن كانت طبيبة نساء وولادة يمكن أن تفيدها في علاج البواسير، يمكن أن تفحصها، وتتأكد إن كان يوجد شرخ شرجي؛ لأنه بالفعل من الحالات الكثيرة جدًّا، وهو ليس خطيرًا، لكنّه مؤلم جدًّا.

فوالدتك يجب أن تذهب إلى الطبيبة، الأمر في غاية البساطة، ويجب ألَّا نُضيّع وقتًا في هذا الموضوع أبدًا.

ومن ناحية عامّة: كوني مُساندة لها، شجّعيها على أن تذهب لمقابلة الطبيبة، بل اذهبوا واحجزوا موعدًا مع الطبيبة، وبعد ذلك سوف تكون أمام الأمر الواقع وتذهب وتقابل الطبيبة إن شاء الله ويتم علاجها بصورة ممتازة جدًّا وبسيطة جدًّا.

وموضوع السحر وتأثيراته: نحن نؤمن بوجود السحر، لكن حقيقة هنالك الكثير من الدجل والشعوذة والأفكار الخاطئة، وأعتقد أن والدتك قد أحسنت أنها لم تذهب مرة أخرى لهذا الشخص الذي قال لها أن أمرها مردَّه إلى السحر. عليها أن ترقي نفسها، تحافظ على صلواتها وأذكارها، وتؤمن أن الله سيُبطله، إن كان هنالك شيء من السحر بالفعل، وتعيش حياتها بصورة عادية.

وأنت أيضًا عليك أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أن تحقّري الفكر الوسواسي، أن توزعي وقتك بصورة جيدة، وتتجنبي الفراغ؛ لأن الفراغ يأتي بهذه الأفكار الخاطئة والأفكار الغير مُجدية والأفكار المُخيفة.

اجتهدي في دراستك لتكوني من المتميزات، نامي مبكِّرًا، تجنبي السهر. هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، حتى أني لا أرى أنك في حاجة أبدًا لعلاج دوائي، وأنا لا أراك مُصابة بوساوس حقيقية مُعقّدة، لديك شيء من قلق المخاوف، وهذا الخوف يمكن أن يُوظف بصورة إيجابية جدًّا: اجتهاد في الدراسة – كما ذكرنا – حُسن إدارة الوقت، التفكير الإيجابي، هذه كلها طُرق ووسائل ممتازة جدًّا لأن تُخلِّصك من كل الطاقات النفسية السلبية، ويتحول هذا القلق وهذه المخاوف إلى طاقات نفسية إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً