الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وإحباط وعدم تركيز أثر على تحصيلي العلمي!

السؤال

السلام عليكم

أعاني من القلق، وعدم التركيز، والإحباط، وعدم الراحة، وثقل بالرأس والعينين، وصداع، وأشعر بأنني في عالم آخر، وأشعر بألم في الرقبة والمفاصل، وتنميل في يدي، وخمول، وزيادة في معدل النوم، ولا أشعر بالسعادة، وعدم القدرة على القيام بالفعاليات الحيوية، وهذا أثر على تحصيلي العلمي .

عمري 17 عاما، أعاني من هذه المشكلة قبل سنة و٣ أشهر بشكل مفاجئ، ذهبت إلى طبيب العيون، وأجريت تحليل فقر دم، وذهبت إلى طبيب الأنف والأذن، وأظهرت النتائج أنني لا أعاني من شيء.

حدثت هذه الأعراض بعد مجيء تفكير مفاجئ يخص حياتي، وبعدها قمت بمقاومته، ولكن كان يأتي بشكل أقوى وأصبح تركيز عقلي على هذا التفكير، وبعد فترة تخلصت من هذا التفكير، ولكن تلك الأعراض لم تذهب.

ماذا أفعل لأتخلص من هذه الأعراض، وأعود كما كنت في الماضي؟

وأرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bahaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الأمر إن شاء الله في غاية البساطة، الذي يظهر لي أنه لديك شيء من الإجهاد النفسي الناتج من القلق النفسي العام، وكذلك لديك إجهاد جسدي ظهر في شكل هذه الأعراض الجسدية، وطبعًا القلق النفسي يُساهم أيضًا في ظهور الأعراض الجسدية؛ لأن التوترات النفسية تتحول إلى توترات عضلية تظهر كآلام في الجسد، مثل الصداع وآلام المفاصل وخلافه.

أيها الفاضل الكريم: أنت من الناحية الصحية الجسدية حالتك ممتازة، وحتى من الناحية النفسية إن شاء الله تعالى أنت بخير. كل الذي تحتاجه هو أن تنظم وقتك، أن تتجنب السهر، هذا أمرٌ ضروري جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات.

النوم الليلي المبكِّر يؤدي إلى راحة كبيرة للجسم وللعقل، بل يحدث ما يمكن أن نسميه مجازًا ترميمًا كاملاً للدماغ، يستيقظ الإنسان مبكّرًا، يُصلّي الفجر، ويكون في قمة تركيزه، وبعد الاستحمام وشُرب الشاي والاستعداد لليوم يمكن أن تدرس قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي، تدرس مثلاً لمدة نصف ساعة إلى ساعة.

الدراسة في هذا الوقت تُعادل ساعتين إلى ثلاث ساعات من بقية اليوم، والإنسان حين يبدأ يومه بهذه الكيفية الإيجابية، وهذه الأنشطة الجميلة؛ قطعًا سوف يحسّ بارتياح، سوف يحس بأريحية في داخل نفسه، سوف يُحس أن نفسه مُقبلة على الحياة بصورة جيدة، وسوف يتحسَّن التركيز، فتذهب إلى المدرسة أو الجامعة وترجع بعد ذلك، ثم تتناول وجبة الغداء، ثم تأخذ قسطا من الراحة، لكن لا تنم أبدًا في أثناء النهار، ادرس بعد ذلك مرة أخرى، رفِّه عن نفسك بشيء جميل وطيب.

والرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك، صحة النفس والجسد للذين يُعانون من مثل أعراضك تُساهم الرياضة في العلاج بنسبة سبعين بالمائة (70%)، وهذه نسبة عالية جدًّا. والرياضة التي أقصدها هي الرياضة الملتزمة، الرياضة التي تحسّ من خلالها على ما نسميه بالأثر الرياضي الإيجابي، أي أنك تحس أن جسدك مرتاح، تحس أن عقلك أصبح يتحسَّن، تركيزك أكثر تحسُّنًا، هذه كلها مناهج في العلاج يجب أن تقوم بها.

أيضاً تواصل مع أصدقائك، رفّه عن نفسك بأشياء جميلة، كن بارًّا بوالديك، ولابد أن تكون لك تطلُّعات حول المستقبل، تكون لك آمال، تكون لك طموحات.

بهذه الكيفية الخاصة بنمط الحياة وطريقة التفكير تتحسَّن أمورك تمامًا إن شاء الله تعالى.

وددتُّ أيضًا أن أنصحك بدواء بسيط جدًّا يُساعد في علاج مثل حالتك هذه، العلاج يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سولبرايد) يُناسب عمرك تمامًا، تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في المساء لمدة شهرٍ، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر.

أيضًا مع الدوجماتيل تتناول دواء آخر يُسمَّى تجاريًا (تفرانيل) ويسمَّى علميًا (إمبرامين)، هو دواء قديم نسبيًّا، لكنّه فاعل جدًّا لعلاج القلق والتوترات من النوع التي تعاني منها، أيضًا تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً