الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد القلق والتوتر والخوف والمزاج السيئ من جديد!

السؤال

السلام عليكم.

بسبب القلق والتوتر والخوف المستمر أشعر بجميع الأعراض السيئة. تم تشخيصي بنوبات الهلع بعد الذهاب لكثير من الأطباء بجميع التخصصات، أخذت فيلوزاك ٢٠ لمدة شهر مع ميلجا وتحسنت الحالة بشكل كبير جدا، وأصبحت في سعادة واطمئنان -بفضل الله- ثم هذا الدواء، ولكن عاد القلق والتوتر والخوف والمزاج السيئ من جديد!

أرجو الإفادة، وأتمنى أن تكون دائمة ليست مؤقتة، ولكم جزيل الشكر، وأتمنى أن يكون علاجا سريعا وقوي المفعول، أو أن يتم وصفه حتى أصفي ذهني من تلك الحالة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: حالتك واضحة وبسيطة، وتمّ تشخيصها من قِبل الأطباء، وحالات الهرع أو الفزع هي حالات منتشرة جدًّا، وهي نوع من القلق النفسي الحادّ وليس أكثر من ذلك.

استمرارية التحسُّن تتعلَّقُ بالاستمرار في تغيير نمط الحياة، هذا هو الذي أنصحك به. الأدوية تساعد وتساعد جيدًا، لكن حين يتوقف منها الإنسان سوف ينتكس إذا لم يكن نمط حياته نمطًا صحيحًا وإيجابيًّا.

أولاً: يجب أن تنظم وقتك، هذا أهم شيء في نمط الحياة. النوم الليلي المبكّر مطلوب كآلية فعّالة لترميم خلايا الدماغ، ويجب على الإنسان أن يتجنب السهر خاصة الذين يعانون من الهلع والفزع. الإنسان يستيقظ مبكّرًا، يُصلي الفجر، يبدأ يومه بكل تفاؤل وأريحية.

ممارسة الرياضة بالتزام تام، على الأقل ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع بمعدل ساعة، أي نوع من الرياضة يُتاح لك سوف يكونُ أمرًا جيدًا.

أن تتدرب بصورة جِدِّية على تمارين الاسترخاء، تمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها، تمارين التنفس المتدرّج، وحتى تمارين اليوجا ممتازة جدًّا؛ بشرط أن يتجنب الإنسان بعض الأشياء التي قد تُشير إلى طقوس دينية وثنية. فهذه –أخي الكريم– أسس علاجية ضرورية جدًّا.

أن تحرص أيضًا على التواصل الاجتماعي، الأشخاص الذين يتواصلون اجتماعيًّا ويقومون على وجه الخصوص بواجباتهم الاجتماعية –مثل تلبية الدعوات، تقديم واجبات العزاء، صلة الرحم، الجلوس مع الأصدقاء، الترفيه عن النفس– هذه أسس علاجية، فأرجو أن تلتزم بهذا، وفي ذات الوقت تكون شخصًا مُحبًّا لعملك، تتطور مهنيًّا، تُكوّن أسرة يا أخي، تكون بارًّا بوالديك، ... هذه هي الأسس العلاجية الصحيحة لمثل هذه الحالات.

أمَّا بالنسبة للدواء: فعقار مثل الـ (سبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام) يُعتبر علاجًا جيدًا، وكذلك الـ (فلوزاك) وهو الـ (فلوكستين)، إن أردتَّ أن تتناوله فتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم اجعله كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً