الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي مريض بهوس الشراء، فكيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم.

يا شيخ ساعدني، أنا وأمي تعبنا ونفسيا، والله أشكي لك ودموعي في عيني.

أنا فتاة عمري 18، والدي توفي قبل خمسة أشهر، ولي أخ عمره 16 سنة، كل يوم يهددنا بأن نشتري له أشياء، ونحن وضعنا متوسط، ذهبنا به للدكتور وقال: إنه مريض بهوس الشراء. هو يهددنا بأن نشتري له أشياء ولكن أمي تقول له ليس عندنا الفلوس، يقول لها: "تصنعيها، تخلقيها، تذهبي الشارع، ترقصي للرجال هذا ليس شأني..تأتيني بها"، والمشكلة المبالغ غالية جدا، مثلا أحدث هاتف آيفون في السوق، وبعدها يغضب ويهددنا!

يا شيخ نحن تعبنا، قرأنا عليه دون فائدة، ذهبنا به للأطباء دون فائدة. أسعفنا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ندى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك عزيزتي، أدعو الله تعالى أن يرحم والدك ويغفر له ويصبركم جميعا على فراقه، وأدعوه أيضا أن يريح قلبك أنت ووالدتك ويطمئنكما على أخيك بأقرب وقت.

إن مشكلة أخيك كما أخبركم طبيبه الذي قام بتشخيص حالته هي هوس الشراء، ولكن النقطة الهامة غير الواضحة في رسالتك، منذ متى بدأت المشكلة لدى أخيك، هل بعد وفاة والدك أم من قبل؟

دعيني أخبرك أن هوس الشراء هو عدم التحكم في الرغبة في الشراء، وبالتالي عدم السيطرة على دافعية الشراء فتصبح تميل إلى المرضية منها إلى الطبيعية، وذلك يحدث عندما تؤثر تلك الرغبة على أحد الجوانب التالية: الحياة الاجتماعية، الدراسية، الوظيفية، الزواجية.

وحسب رسالتك أنها تؤثر عند أخيك على حياته الاجتماعية، وقد تكون الدراسية أيضا.

مراحل هذا الاضطراب هو:

- شعور ضاغط ومُلح بالشراء.
- شعور بالنشوة العظيمة لحظة الشراء.
- شعور بالذنب بعد القيام بالشراء.

أحاول إخبارك بهذه المراحل بهدف أن تفكري في حالة أخيك إن كانت تنطبق عليه أم لا، فليس بالضرورة برأيي أن يكون لديه اضطراب هوس الشراء، فقد تكون مشكلته الظاهرة ناتجة عن مشكلة نفسية أخرى غير ظاهرة (مثل الاكتئاب والقلق وغيرهم من الاحتمالات)، وخاصة أن هناك حدثاً طارئاً قد حدث في حياة أخيك وهو وفاة والدكم -رحمة الله عليه- فتفاعلاتنا وردود أفعالنا نحو الأحداث المؤلمة من حولنا تختلف من شخص إلى آخر وفقاً لتركيبته النفسية وسمات شخصيته، ويحدث عند الإنسان بعثرة نفسية عندما يتغير نمط الحياة الذي اعتاد عليه، لذا من المهم جداً في حالة أخيك أن نبحث عن دافع الشراء لديه؛ فهذا سيأخذنا إلى مسببات تلك المشكلة، والتركيز على علاج الأسباب سيكون بذات الوقت حلاً للمشكلة نفسها.

إن هوس الشراء هو محاولة تعويضية لنقص نفسي وحاجات لا شعورية؛ لذا العلاج يكون من خلال بعض الأدوية للضرورة (وفقا لتقييم ووصفة الطبيب النفسي)، وأيضا العلاج المعرفي السلوكي حيث له فائدته لمثل هذه الحالات، وتحديداً البحث في تحديد دوافع ومحفزات الشراء النفسية، وتتبع المشاعر السلبية التي قد تقودهم لذلك، ومن ثم العمل على علاجهم من خلال الجلسات النفسية.

لذا أرجو منك عزيزتي أن تأخذوا الموضوع على منحى جدي وتحاولوا الذهاب أو التواصل مع طبيب نفسي يرتاح له أخوك، أو بإمكانكم التواصل مع إدارة الموقع -إنْ أحببتم- لتزويدكم بمعلومات التواصل مع أطباء نفسيين على مستوى من الثقة والخبرة، في حال توفر لديهم خدمة الجلسات النفسية أونلاين.

بأمان الله، ولاتترددوا في مراسلتنا مجدداً في أي وقت ترغبون.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً