الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج من الفتاة التي أحببتها ولكنها غير مسلمة

السؤال

السلام عليكم

أحب فتاة وأريد أن أتزوجها لكنها مسيحية ومن بلد آسيوي، وأكبر مني بعشر سنوات تقريبا.

ديانتها مسيحية، ولكن لبسها محتشم بشكل عام، طلبت منها كثيرا أن تقرأ عن الإسلام لكنها عنيدة جدا، ويبدو أنها تحب دينها.

لديها بعض الأصدقاء أو المعارف الرجال حاليا.

طلبت منها أن تلغي علاقتها معهم إذا تزوجنا، وأخبرتني أنها ستفعل بدون شك، لكنها لم تتقبل فكرة الحجاب على الإطلاق.

صحيح أن لبسها غير محتشم جدا، ولا ترتدي الحجاب، لكنها فتاة طيبة القلب ومحترمة.

أرجو مساعدتي، مع العلم أنني أحبها جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والخير والاستقرار.

لا يخفى عليك أن ديننا لا يمنع من الزواج من المسيحية والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلنا، وهذا الزواج بشروط، أن تكون محصنة، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ}، وهذا الشرط -أن تكون محصنة- قليلٌ في زماننا هذا في هذا النوع من أصحاب الديانات السماوية، وأرجو أن تعلم أن في بنات المسلمين غُنية، والخيرُ كلُّه في أن يتزوج الإنسان من بنات بلده وممَّن يتشابهن معه في العادات والتقاليد والأخلاق.

وأرجو أن تعلم أيضًا أن عدم التزامها بالحجاب بعد الزواج أيضًا سيكون فيه نوع من الإشكال، رغم أن الحجاب شريعة الله في الأديان، حتى لما يأتوا بصورة العذراء (مريم) كذبًا لا يأتوا بها إلَّا وهي مُحجّبة، والراهبات أيضًا عندهم ما يشبه الحجاب، ولذلك هذا يُعدُّ تجاوزًا ولا يمكن أن يُقبل من الناحية الشرعية، وستواجه ظروفًا صعبة جدًّا في المجتمع الذي أنت فيه، وسيُصبح الأبناء شبه معزولين.

ولذلك لا نفضّل إكمال هذا المشوار إلَّا إذا أسلمت ودخلت في دين الله -تبارك وتعالى- والتزمت بشرعه -تبارك وتعالى-، لأن في ذلك أيضًا ضمانٌ لمستقبل الأطفال الذين ستنجبهم.

كونها أيضًا كبيرة في السن بهذا الفارق أيضًا من الأمور التي تحتاج إلى وقفات، وإذا ظهرت لك الموافقة وسهولة الأمر في البداية فإنه ستواجهك صعوبات اجتماعية، وصعوبات أيضًا أخرى لفارق العمر الذي بينكم، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُقدّر لك الخير.

إذًا نحن نميل إلى توجيهها إلى داعيات من أجل أن يُكررنَ لها الدعوة إلى الله وإلى دين الله العظيم، فإن أسلمت ودخلت في دين الله تبارك وتعالى فبها ونعمت، تحتسب الأجر وتجتهد في أن تُعلِّمها الدِّين، أمَّا إذا أصرَّت على دينها مع وجود العلاقات المذكورة، مع تجاوزها في مسألة الحجاب؛ نحن نميل إلى عدم إكمال هذا المشوار، ونسأل الله أن يُقدّر لك من الصالحات المؤمنات مَن تكون زوجة صالحة لك تُعينك على كل ما يُرضي الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات