الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من التبول اللاإرادي؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 سنة، أعاني من التبول اللاإرادي، أدعو الله أن يشفيني، أوشكت على دخول الجامعة، ومن الممكن أن أبيت في الخارج، فماذا أفعل؟

أعرف أن كل ما يفعله الله خيرا لي، لكن أنا أراجع نفسي في هذا الأمر، ولا أجد شر في أن أشفى من المرض، أرجو الرد سريعا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

التبوّل اللاإرادي في مثل عمرك يصيب حوالي اثنين بالمائة (2%) من الذكور، وثلاثة بالمائة (3%) من الإناث. في مثل عمرك يُفضّل أن تُجرى بعض الفحوصات الطبية، على الأقل تفحص البول لنتأكد من أنه لا توجد أملاح أو التهابات في البول. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أنا أؤكد لك أن هذا الأمر يمكن أن يُعالج، ويمكن أن يُعالج بصورة فعّالة جدًّا. توجد أدوية مثل الـ (فاسوبريسين Vasopressin) وهو علاج هرموني، يُعطل هرمون الإدرار للبول، يُستعمل في بعض الحالات عند السفر مثلاً، لكن أنا لا أفضّله، لأنه يُعتبر علاجًا وقتيًّا وليس علاجًا مستمرًّا.

أفضل طرق للعلاج أنصحك بها هي: أن تحاول أن تمسك البول في فترة النهار، أحصر البول في المثانة حتى تعطي فرصة لكيس المثانة ليتَّسع، وحين يتسع سوف تقوى المحابس الموجودة ما بين المثانة والسبيل، ونعرف أن سبيل البول عند الرجل طويل جدًّا، خمسة وعشرين سنتيمتر، وعند المرأة أربعة سنتيمتر، فحين تقوى هذه المحابس من خلال حصر البول وتقوية عضلات المثانة قطعًا هذا سيجعل التحكم في البول أسهل كثيرًا.

إذًا حصر البول بالنّهار لإعطاء فرصة للمثانة لتتسع.

الأمر الآخر هو أن تمارس رياضة، خاصة رياضة تمارين البطن التي تقوي عضلات المثانة، هذه مهمة جدًّا.

الأمر الثالث: أن تمتنع تمامًا بعد الساعة الخامسة أو السادسة عن تناول المشروبات، خاصة المشروبات التي تؤدي إلى إدرار البول مثل البيبيسي والكولا والقهوة وحتى الشاي.

وسيكون من الضروري جدًّا أن تذهب قبل النوم للحمام، وتجلس وتُفرغ مثانتك تمامًا، لا تتعجّل في القيام من المقعد، بعد أن ينقطع البول تمامًا اجلس لمدة دقيقة على الأقل وحاول أن تدفع البول. هذا مهمٌّ جدًّا، لأنه قد وُجد أن كثيرًا من الناس حين يقضون حاجتهم – خاصة الذكور – بعد أن ينقطع البول ينهض الإنسان مباشرة ويعتقد أن المثانة عنده قد أُفرغت، لا، بعض الدراسات أثبتت أن ثلث البول يظلُّ موجودًا داخل المثانة، فأرجو أن تقوم بعملية الدفع هذه من أجل الإفراغ التام.

وأيضًا سوف أصف لك دواءً ممتازًا يُسمَّى (تفرانيل Tofranil) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (إميبرامين Imipramine)، هو دواء في الأصل مضاد للقلق وللاكتئاب البسيط، لكن يُساعد كثيرًا في إيقاف التبول اللاإرادي. الدواء تتناوله يوميًا ليلاً بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا لمدة ثلاثة أشهر، تتناوله ليلاً، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

إذًا أرجو أن تطبق التطبيقات التي ذكرتها لك، وفي ذات الوقت تتناول الدواء الذي ذكرته لك، وأسأل الله تعالى أن يشفيك.

وبصفة عامة: أريدك أن تكون شخصًا فعّالاً، هذ الموضوع يجب ألَّا يُسبِّب لك حرجًا أبدًا، اجتهد في دراستك، اجتهد في عباداتك، في بِرِّ والديك، مارس الرياضة، وكن إنسانًا متفاعلاً من الناحية الاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً