الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبذل مجهودا في الاستذكار والاستعداد لكني لا أوفق في الإجابة!

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

أريد منكم أن تنصحوني في أمري، فاليوم كان علي امتحان وكنت قد تجهزت له جيداً -والحمدلله-، وأعطيت المادة حقها، وهذه المادة بالذات هي مادة دائماً متفوقة فيها -والحمدلله-، فعندما انتهيت من الامتحان اكتشفت كمية الأخطاء التي وقعت فيها.

الصراحة لا أهتم للعلامات كثيراً كما تفعل صديقاتي، ولكن الذي أحزنني أني قضيت يومي أدرس ولم أقم إلا للصلاة، وبعد الصلاة أرتاح قليلاً وبعدها أرجع للدراسة، فشعرت أني كرّست يومي لهذا الامتحان ولم أغتر بأني أجيد هذه المادة.

المشكلة أن بعد كل هذا الدراسة والمجهود أخطأت، مع العلم بأني لا أنسى أدعية الدراسة والامتحان والتوكل -والحمدلله على كل حال-.

مشكلتي بأني كرهت الدراسة وأخاف أن يحصل معي كما حصل معي اليوم، فاليوم كان أول امتحان، فكلما فكرت بالدراسة للامتحان القادم بكيت وشعرت بأن مجهودي الأول ذهبَ، وإن درست للامتحان القادم سيحصل معي نفس الخطأ وسأخطئ مرة أخرى، وشعرت بالنفور من الدراسة والكتب، فما نصيحتكم؟

وأرجو منكم أن تبعثوا إيميلاً عند الجواب، فأنا لا أعرف كيف أصل لها إلا عبر الإيميل.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك عزيزتي، وشكرا لثقتك بنا.

قد لفت انتباهي برسالتك أنك فتاة واعية وليست أولويتك واهتمامك الدرجات بقدر ما تهتمين بالمعلومات نفسها، وأيضا محافظتك على الصلاة وقدرتك على الموازنة بينها وبين الدراسة؛ وهذا يدل على أساسك الديني الجيد وتربية والديك المميزة لك.

ما فهمتُه منك أنك أخذت بالأسباب لأن تجتازي الامتحان بشكل جيد، وبالرغم من ذلك خرج لك العديد من الأخطاء؛ وهذا ما جعلك تنفرين من الدراسة وتعممين تجربتك وما حدث معك من مشاعر سلبية على الامتحانات القادمة.

دعينا نترك التعميم على حدة، ونفكر في السبب المنطقي وراء عدم تقديمك للامتحان بشكل جيد، فلا بد من وجود أسباب منطقية وراء ذلك؛ لذا دورك الآن هو معرفة ذلك السبب ومن ثم تخلصك من النفور الذي انتابك وتعمّم لديك.

النقطة الأولى: "معرفة السبب":

- هل كان لديك يومها ضعف في التركيز سببه قلة نوم أو قلة أكل مثلا؟

- هل شعرت بضعف في استذكار المعلومة؟ وبالتالي عليك البحث عن أساليب وطرق جديدة للدراسة تقوي من تثبيت المعلومة.

- هل كان تركيزك أثناء الدراسة على نمط معين من المعلومات والأسئلة، وثم جاء الامتحان بنمط مغاير؛ مما جعلك تتفاجئين وترتبكين في الإجابة؟

- هل شعرت أن لديك ضعفاً في بعض المهارات الدراسية الهامة مثل تلخيص أو ترتيب الأفكار؟

إضافة إلى أنه قد يكون السبب لا علاقة له بك، بل قد يكون متعلقا بنمط الأسئلة بحد ذاتها، حيث يقع بعض المعلمين أحيانا في خطأ أن يضعوا نمطا من الأسئلة لا يتناسب مع طبيعة الشريحة العمرية للطلاب، وهذا بلا شك سيسبّب نوعا من الإحباط للطلاب كما حصل معك.

أي لكل سبب طريقة حله المختلفة؛ وبالتالي معرفتك للسبب ستساعدك على تطوير مهاراتك الدراسية وتجاوزك للمشكلة، وعلاجك للسبب سيضمن لك عدم تكرار المشكلة معك في المرات القادمة.

فيما يتعلق بالنقطة الثانية: "النفور":

أنصحك بأن تختلي مع نفسك قليلاً وفكري كم أنت فتاة مميزة وكم لديك نقاط قوة بشخصيتك، وما هي البصمة التي ترغبين بتركها في حياتك عندما تكبرين، والدراسة هي وسيلة لوصولك للمكانة التي تطمحين إليها لنفسك، وهي أيضا وسيلة لتحقيق بصمتك الخاصة بك، لذا لا تسمحي لشيء أن يزيل عنك تلك المتعة في الدراسة وروح الحماس في شخصيتك، وتذكّري أن الإخفاق لا يعني الفشل أبداً، بل هو خطوة هامة وضرورية للوصول إلى النجاح في المرات القادمة.

ختاماً: أتمنى أن أكون قد أفدتُكِ بإجابتي، ولا تترددي في مراسلتنا مُجدداً في أي وقت تشائين.

دمْتِ برعاية الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً