الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي صعبة.. فهل ما أعاني منه خجل أم رهاب؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة غريبة وصعبة، بدأت معي منذ 6 سنوات تقريبا، وفي كل يوم أقنع نفسي أنها ستزول وأنها ستنتهي، وما إن رجعت للمواجهة إلا وزاد الأمر.

أعاني من رهاب وخوف، يتبعه استفراغ شديد حتى لو كانت معدتي خالية من أي شيء، أحيانا أشعر بالجوع الشديد ولكن لا أستطيع تناول الطعام؛ لأنني أعرف أن لدي مشوارا إلى الخارج فلا أستطيع، بدأت معي الحالة في ليلة من الليالي، وراودني منام مفزع كان فيه قتل ومقابر، وأهلي رأيتهم مدفونون، فأصبت بالذعر، وكانت ضربات قلبي عالية جدا، ومن ذلك اليوم حتى يومنا هذا لا زلت أعاني، والأعراض تشتد، حتى إذا كنت متوترة أشعر بالقلق ويحصل معي هكذا.

لم أترك شيئا في الحياة، التزمت الصلاة، وقرأت القرآن، سمعت جلسات تنظيف العقل الباطني من الأفكار السلبية، فما الحل؟ أنا لا أعرف هل هو رهاب، أم هل هو خجل، أم مس شيطاني؟ أريد حلا، أتمنى الموت في كل لحظة، ولا أستطيع الشعور بالسعادة ولو للحظة، اللحظة الوحيدة التي أكون فيها مرتاحة في الليل عندما أجلس في غرفتي لوحدي، أريد الاستفسار هل من الممكن أن آخذ الدواء؟ وكيف يؤثر الدواء على الحالة النفسية للشخص ويعالجها؟ أنا لا أستطيع أن أذهب إلى الطبيب النفسي؛ لأنه لا يوجد في بلدتنا شيء من ذلك القبيل.

وشكرا لكم، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعانين منه هو رهاب وليس خجلاً، لأن الخجل يكون سمة من سمات الشخصية ويبدأ من الطفولة ويستمر مع الشخص، أمَّا الرهاب فيبدأ في وقت مُعيَّن، وهذا ما حصل معك.

الشيء الآخر: هناك طبعًا حصلت حالة هلع بالليل، وزيادة في ضربات القلب، وخوف شديد، ومعروف دائمًا أن الهلع يُصاحبه رهاب.

فإذًا الذي تعانين منه هو نوبة هلع مع رهاب وليس خجلاً، وطبعًا نعم يمكن علاجه بالأدوية، وطالما هناك استفراغ فأفضل دواء هو الـ (إميبرامين)، الإميبرامين – واسمه الآخر (تفرانيل) – خمسة وعشرين مليجرامًا، تبدئي بتناول الحبة في الصباح وحبة في الليل لمدة أسبوع أو عشرة أيام، ثم بعد ذلك ثلاث حبات في اليوم، وتستمري على هذا حتى تختفي الأعراض، وقد تحتاجين للاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك التوقف عن الدواء بالتدريج، بخفض حبة كل أسبوع حتى يتوقف تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً