الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة ابني بفتاة أثرت على دراسته كثيرا.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خير الجزاء، ابني مراهق عمره 16 سنة، تعرف على فتاة عن طريق التواصل الاجتماعي، وهي تسكن في بلد آخر، ومن جنسية أخرى، مع العلم أننا عائلة ملتزمة دينيا، بدأت أشعر بالخوف على ابني في دينه ودنياه، وخاصة أن السنة القادمة سيكون في الثانوية المصيرية، وأشعر أن هذا الموضوع أثر على دراسته كثيرا، أرجوكم ما الحل في هذا الموضوع؟ أنا لا أريد أن أخسر ابني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء صبحي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يُصلح لك ولدك ويبارك فيه.

خير ما ننصحك به - أيتها الكريمة – لإبعاد ولدك عن التعلق بهذه الفتاة والإقبال على دراسته وإصلاح شؤونه ما يأتي:

أولاً: لا بد من الاعتماد على تربية الإقناع والمحاورة، بأن تناقشي ولدك نقاشًا هادئًا تُبيِّني له فيه الإيجابيات والسلبيات وراء هذا السلوك الذي هو فيه، وهذا المبدأ مبدأ نبوي، الرسول صلى الله عليه وسلم استعمله كما نعلم جميعًا في القصة المشهورة، في قصة الشاب الذي أتى إليه صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله ائذن لي بالزنى) فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا له: (مه، مه) أي: كفَّ عن هذا الكلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادْنُه) فدنا منه قريبًا، فجلس فقال له عليه الصلاة والسلام: (أتحبُّه لأُمّك. قال: لا والله جعلني الله فدائك، قال: ولا الناس يُحبونه لأُمَّهاتهم. قال: أتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، أتحبُّه لأختك؟ قال: لا والله، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم) إلى آخر الحديث.

فهذا الحديث فيه إرشاد نبوي إلى استعمال أسلوب الإقناع والتربية بالإقناع، وهي خيرُ ما نفعله مع أبنائنا وبناتنا، فبحوارك الهادئ مع ولدك وتبيِّني له المفاسد والمضار من وراء هذا التعلُّق، أولاً كونه معصية لله تعالى؛ لأنها يتضمن الوقوع في بعض المحرمات، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه المنطق، ثم من مفاسده شغله عن مستقبله ودراسته، وهذا سيؤثّر عليه بلا شك، ثم إن فتاة تتعرف على أي شخص أو على أي شاب كيف تُؤمن أن تكون محلًّا للثقة وللائتمان، ونحو ذلك من الحوار الهادئ المقنع للولد.

والوسيلة الثانية: ربطُه بأصدقاء جيدين جادِّين في دراستهم، وذلك من خلال إنشاء علاقات أسرية مع الأسر المتدينة المعروفة باستقامة أبنائها، وتشجيع هذا الولد على ربط هذه العلاقات، فإن الصاحب يؤثّر في الإنسان لا محالة.

الثالث: كثرة الدعاء له بالاستقامة والصلاح.

الرابع: إعانته على التخلص من هذا التعلُّق، بتذكيره بأنه من الصعب أن يتزوج بمثل هذه الفتاة البعيدة عنه، غير المعروفة لأسرته، فإن هذا يُساعد على اليأس من هذه الفتاة، والنفس إذا يئست من الشيء نستْه.

الخامس: محاولة تقليل استعماله لهذه الأدوات أو انفراده بها على الأقل.

السادس: إظهار أن هذا السلوك إذا استمر عليه فسيكون سببًا لغضبك وغضب والده، وتذكيره بغضب الوالدين، لا سيما وأنتم أسرة ملتزمة، فإنه سيشعر بأنه لا ينبغي له أن يعقّ والديه.

هذه هي الأدوات الممكنة التي ينبغي أن تعتمدي عليها في صرف ولدك عن هذا التعلُّق، واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى أقوى الأسباب، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير ويُصلح لك أولادك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً