الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني مخاوف من عملي الذي يتطلب الاحتكاك بالناس

السؤال

السلام عليكم.

لقد بدأت أول عمل لي في مجالي بعد سنتين من التخرج، وقد راودتني بعض المخاوف من ناحية كون ذلك المجال مناسبا لي، حيث إني انطوائي، والعمل يتطلب الاحتكاك بفئات مختلفة من الناس، فصليت استخارة، وفي أول ليلة راودتني كوابيس بما أكره فكررتها، وكذلك تكررت الكوابيس، ولا زلت غير مرتاح للعمل، ولكن الظروف من حولي تقول إن المصلحة في أن أكمل وأكتسب خبرة، لقلة فرص العمل في مجالي، فأشيروا علي فيما أفعل، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

صلاة الاستخارة سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، وهي طَلَبُ الخِيَرَةِ من الله عز وجل، فإن كان المسلم في حاجة لاختيار بين شيئين وصلى الاستخارة واختار أحدهما، وتيسر وحدث ذلك الشيء فهو الخير، وإن تعطل ولم يحدث فهو أيضاً الخير له، ولا وقت محدداً لها، والاستخارة ليس لها علاقة بالرؤيا ولا بالأحلام أو المنامات أو غيره، بل تتوكل على الله في أداء الأمر، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ﴾ فإن هيأ الله لك الأمر، وسددك فيه وسهله لك، فهو كذلك، وإن أبعدك عنه فهذا قدر الله تعالى، لذا عليك التركيز على ما تحتاجه من تطوير في شخصيتك ومهاراتك، لا أن تُشغل نفسك بالكوابيس وعلاقتها بالاستخارة، فلا يوجد علاقة بين الاستخارة وبين الكوابيس، الكوابيس جاءت؛ لأنك دائم التفكير بموضوع العمل؛ ولأنه قد تأتينا الكوابيس من غير أن نصلي الاستخارة.

إذا كان عملك يتطلب منك أن تطوّر من مهاراتك لتسير أمورك بشكل طبيعي، فلماذا لا تفعل ذلك؟ (اعقلها وتوكل) فكيف تبدأ بالبحث عن عمل آخر لمجرد أنك لا تستطيع التكيف في مكان عملك الحالي؟ ويبدو من رسالتك أنك تعرف مواطن ضعفك، لذا، فالأفضل أن تطور من قدراتك ومهاراتك لتتمكن من الاستمرار بالعمل.

وبشكل عام ولتحسين قدراتك في التعامل مع العملاء، وتحسين مهاراتك في العمل، ننصحك بما يلي:
- التحق بدورات متخصصة في هذا الجانب عبر الأونلاين، واستفد من مدربين عالميين في مجال تطوير الذات، وطرق إدارة العمل، هذا أفضل من أن تضع نفسك في خيارين (أبقى أم أترك العمل)، بل عليك التفكير بطريقة إيجابية طموحة من خيار واحد وهو: ( أبقى وأطوِّر من نفسي).

- تمرن بما فيه الكفاية، حتى يمكنك أن تقدم الخدمة أو السلعة أو العرض للعملاء بدون الخوض في حواش لا طائل لها.

- لخص الهدف من العرض الذي تقدمه في صورة جملة رئيسية واحدة.

- استخدم قانون السير المنظم للعروض: توقف، تنفس، انظر، استمع.

- انصت بفعالية.

- يتوقع العملاء أن يلمسوا منك الاهتمام، فأظهر ذلك لهم.

- استخدم جميع جوانب شخصيتك، فإن الحضور يتطلعون إلى رؤية الشخص الحقيقي بداخلك.

- اكتشف كيف ينظر رؤساؤك إلى أهدافهم الحالية والضغوط التي يواجهونها.

- تأكد من أنك تعلم نقاط قوة الطرف الآخر ونقاط ضعفك.

- قم بمراجعة أدائك على نحو منتظم.

- اعمل بشكل تعاوني مع الآخرين.

- ضع أولويات فيما يتعلق بكيفية توزيع طاقتك والتزم بها.

- عليك بحسن إدارة طاقتك لا وقتك.

- قاوم ذلك الوازع بأنك شخص لا يمكن الاستغناء عنه.

- ضع حداً للفوضى، وتجنب كل ما من شأنه أن يراكم عليك الأمور.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً