الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحدهم أخبرني عن مستقبلي، وبالفعل حدث ما قاله!

السؤال

السلام عليكم..

أحدهم أخبرني عن مستقبلي، وبالفعل حدث ما قاله، وقال هذا دليل على أن الله غاضب مني، مع العلم أن كل ما أخبرني به سيء، حيث قال هكذا سيكون مصيرك، وفي الأخير سيقام عليك القصاص، وأخبرني بأدق التفاصيل التي سأتعرض لها وبالتفصيل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يهديك إلى طريق الحق والهداية، والجواب على ما ذكرت:

- إذا أردت أن تكون حياتك سوية مستقيمة وعلى ما يرام، فكن مع الله متقربا إليه بالطاعات، تائبا مقبلا عليه بالاستغفار كلما أذنبت، وستكون حياتك حياة طيبة، لأن السعادة والطمأنينة، والشعور بلذة الحياة إنما يكون بالإيمان بالله، والعمل الصالح، قال تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون" [ النحل 97]، فالحياة طيبة تكون بطمأنينة القلب، وسكون النفس، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه.

- إذا كانت وقعت عليك مصائب وأنت تعلم أنك عصيت الله، فهذا أمر أخبرنا الله به في كتابه الكريم، أن المصائب تقع علينا بسبب ذنوبنا، قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" [سورة الشورى]، ولا نحتاج أن يخبرنا أحد من الناس بتوقع مصيبة مع ما نحن عليه من المعاصي والذنوب، لأن هذا أمر متقرر شرعا ولم يأت هذا المخبر بشيء جديد ولا علم نافع.

- ومن جانب آخر: أخشى أنك ذهبت إلى المنجمين والعرافين وسألت عن حياتك ومستقبلك، وأخبروك بأشياء، فظننت في نفسك أن هؤلاء لديهم علم ينفع، فإن كنت فعلا ذهبت إلى هؤلاء الدجالين الذين يقرأون الحظ والأبراج ويدعون علم الغيب، فالذي أنصحك به أن لا تذهب إليهم مرة أخرى، لأنه ورد النهي الواضح عن الذهاب إلى هؤلاء وتصديقهم فيما يقولونه، ولا تبني على ما قالوه أي تصور أو تصديق، واعمل بما يرضي ربنا ولن يقع شيئا مما قال هؤلاء -بإذن الله-، والنهي عن الذهاب إليهم وتصديقهم عام، حتى وإن صدقوا في بعض ما ذكروا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى عرافا فسأله عن شيء؛ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم وعن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أتى كاهنا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-" رواه الترمذي، ولا ينبغي أن تصدق المنجم أو العراف لأنه عرف تفاصيل حياتك، فإنه إنما عرف هذا بأخذ الخبر من قرينك من الجن الملازم لك، لأنه يعرف كل أحوالك، وأما تفاصيل ما سيحدث لك في المستقبل، فهذا من الغيب الذي استأثر الله بعلمه فلا يعلم الغيب إلا الله، ومن أدعى علم الغيب، فهو كذاب أفاك مرتكب لناقض من نواقض الإسلام، فاحذر منه غاية الحذر، عملا بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحرصا على عقيدتك من الانحراف، وسلامة لنفسك من الأوهام والشكوك التي أنت في غنى عنها.

بارك الله فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً