الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعالج السوليان الهلع؟

السؤال

السلام عليكم..


إلى الدكتور محمد عبد العليم: لدي اضطراب وجداني ثنائي القطب، مع اضطراب الهلع، وكلما تناولت أي مضاد اكتئاب، حتى مع الديباكين أو التجريتول أو غيره من مثبتات المزاج الأخرى، أصاب بهوس شديد، وكل مضادات الذهان تصيبني بقلق وعصبية إلا السوليان، أرتاح عليه ولم أجربه إلا شهرا، وأصابني الهلع في ذلك الشهر، سؤالي: هل يعالج السوليان الهلع؟ وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: أولاً من حيث المبدأ؛ مضادات الاكتئاب ليست مستحسنة أبدًا بالنسبة للإخوة والأخوات الذين يُعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لأنها – كما تفضلت – يمكن أن تدخل الإنسان في القطب الهوسي، وحين يتكرر القطب الهوسي مرتين أو ثلاثة في السنة؛ هذا مؤشّر غير مستحسن أبدًا؛ لأن الإنسان قد يدخل فيما يُسمَّى بالباب الدوّار، أي تتكاثر النوبات في المستقبل، ويصعب التحكُّم فيها، فلا تنزعج أنك سوف تحرم من مضادات الاكتئاب، هذا أمرٌ -إن شاء الله تعالى- له بدائل.

الـ (سوليان) دواء رائع جدًّا، ودواء ممتاز، ويُساعد في علاج نوبات الهلع والهرع إذا دعَّمتها بالعلاجات السلوكية، كممارسة الرياضة، التمارين الاسترخائية، التفكير الإيجابي، حسن إدارة الوقت، الحرص على الصلاة في وقتها، الدعاء، الأذكار ... هذه كلها علاجات مساندة جدًّا للسوليان، فاحرص على هذا المبدأ العلاجي الرصين، وحاول أن تتجنب الفراغ؛ لأن الفراغ الذهني والزمني كثيرًا ما يجلب هذه النوبات القلقية التي تسمَّى بنوبات الهلع.

طبعًا في بعض الأحيان هذه النوبات قد تأتي، لكن غالبًا تكونُ خفيفة، في هذه الحالة ليس هنالك ما يمنع أن يستعمل الإنسان عقار (ألبرازولام)، والذي يُسمَّى تجاريًا (زاناكس)، هو دواء رائع وممتاز لإجهاض نوبات الهلع، طبعًا إذا أسرف الإنسان في استعماله قد يؤدي هذا إلى التعوّد، لكن استعماله مثلاً بجرعة ربع مليجرام مرتين في الأسبوع لا أرى بأسًا في ذلك إذا كان في ذلك حاجة.

فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً