الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تعرقل أمور البيع والشراء التي أقوم بها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والله إني أحب موقعكم محبة لا يعلمها إلا الله، أسأل الله أن يكون لكم عونا ونصيرا ومؤيدا وظهيرا، فإني استفدت فائدة عظيمة من هذا الموقع.

سؤالي هو: -رعاكم الله- أني أعاني من مشاكل كثيرة منذ سنوات في أمور البيع والشراء، حيث كل ما اشتريت شيئا وخاصة إن كان غالي الثمن كهاتف أو سيارة أو كمبيوتر إلا حصلت فيه مشكلة بعد شراءه، وكل ما أردت بيع شيء تحصل به مشكلة قبل بيعه، وإن لم تحصل أي مشكلة يكون الشراء به عراقيل كثيرة بشكل غريب، ويتعرقل البيع، وتكون بخسارة في الثمن، وأما في أمور الحياة العامة فإني كلما تحمست كثيرا لشيء ما تحصل لي عراقيل كثيرة في ما يتعلق بهذا الأمر.

أسأل الله أن أجد عندكم الجواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسعد كثيرا في تواصلك معنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

- حياة الإنسان في اليسر وفيها العسر، ولا تدوم على حال واحدة، وبما أن لديك بعض المشكلات في بعض الأحيان، فهذا دلالة على أن حياتك مستقرة وفيها تيسير كثير بحمد الله تعالى وتوفيقه.

- وما ذكرت من حدوث مشكلات عندما تشتري شيئا أو حين ترغب في بيعه، فيمكن أن تبحث عن أسباب ذلك، فلعل من الأسباب التقصير في طاعة الله، فيحصل شيء من العقوبة حتى تعود إلى الله، أو أنه لقلة خبرتك في الحياة وأنه ليس لديك الخبرة الكافية في كيفية البيع والشراء، أو أن الذين تتعامل معهم تحسن الظن بهم كثيرا فيحصل لك الضرر منهم فيبخسونك حقك عند البيع والشراء، وهذا أمر مشاهد فعندما تريد شيء تجد سعره مرتفعا وعندما تريد البيع تجد سعره منخفصا، وهكذا في سائر شئون حياتك حصول العراقيل، والمشكلات لا تخلو من سبب ظاهر يمكن أن تهتم بالبحث عنه مع ما ذكرته لك من أسبابه، ثم تقوم بالمعالجة له، وأبشر بخير -بإذن الله-.

- هناك أسباب كثيرة لو سلكتها لحصل لك التيسير في حياتك، ومن تلك الأسباب:

1. علينا الثقة بالله تعالى، وأن نعتقد جازمين أن الفرج آت لا محالة، وأن تيسير الله لنا قريب.

2.علينا بتقوى الله تعالى والعمل على طاعته.

3. علينا بالتيسير على بعضنا البعض وفك الضائقة عن الآخرين حتى يفرج الله عنا، وييسر أمورنا.

4. علينا بالتحلي بالصبر وحمل النفس على الاحتساب وترك التسخط، والاستفادة مما حدث من المشكلة حتى لا تتكرر مرة أخرى، فعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللهُ عليه وسلم- قَالَ: «وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» رواه أحمد.

5. علينا بكثرة التضرع، واللجؤ إلى الله تعالى، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن قول حسبنا الله ونعم الوكيل.

6. علينا أن نعلم أن نصبر ونحتسب، فالله معنا حافظا وناصرا ومعينا وميسرا لأمورنا.

7. المحافظة على الذكر، وقراءة القرآن، والرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات ونحو ذلك، حتى يصرف الله عنا كيد الحاسدين وشر الشياطين.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات