الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتخلص زوجتي من القلق والتوتر وعدم النوم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعاني زوجتي البالغة من العمر41 عاماً من مرض اسمه الخوف من المرض، والمتمثل في عدم القدرة على النوم، طبعاً هذه الحالة جاءت لها قبل نحو 16 سنة تقريباً، عندما كانت حاملاً بابني الثالث، وحصل لها وقتها فقر دم ونقص فيتامين (د) وضعف عام، وهي تخاف الآن من رجوع هذه الحالة.

تقول زوجتي: " عندما أخاف أن يرجع لي فعلاً أشعر بضيق وقلق وخوف شديد من كل شيء، وأنا بطبعي من النوع الذي يخاف جداً من كل شيء على أولادي وزوجي وأهلي وأقرب الناس لي ".

طبعا ذهبت بها إلى دكتور باطنية وعمل لها فحوصات دم وكشافة تلفزيون، وفحص فيتامين (د) والكالسيوم، وفقر الدم، وقال كل شيء شبه طبيعي، وأوضح أن المخاوف وكذا القلق الذي تعاني منه زوجتي بسبب القولون العصبي، وكتب لها علاجاً اسمه (ليبراكس) تستخدمه في المساء قبل النوم بنحو نصف ساعة إلى ساعة، لكن تقول: إنها لا تشعر بأي تحسن يذكر، وهي بطبعها تكره العلاجات وتخاف التعود عليها، وتقول: "أريد أن أشعر من داخلي أني إنسانة مؤمنة قوية، ولا أخاف من أي شيء، وأعيش براحة بال وسعادة مثل الناس من حولي".

في الأخير تقول: " أريد أن أكون إنسانة قوية لا أخاف من شيء، وأحلم براحة البال والتوكل على الله، وحسن الظن بالله، أريد نصائح تساعدني على التخلص من كل مخاوفي" وإذا كان هناك علاج يساعدها على النوم خلال فترة الليل بعيداً عن الخوف والقلق والتوتر والوسوسة أكون شاكراً لكم.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

زوجتك تعاني في المقام الأول من قلق، وكما ذكرت هي من طبيعتها شخصية قلقة، ودائمًا الشخصية القلقة يُعاني من خوف مستمر وتوجُّس، ولكن تحصل له انتكاسات عند أحداث حياتية مُعينة، مثلاً مثل الحمل أو مرض أو موت شخص قريب، وهذا ما يحصل مع زوجتك، وطبعًا هذا شيء ليس بيدها، يعني: ليس بأيدينا التحكّم في مشاعر الخوف والقلق أخي الكريم، والحمد لله أنها إنسانة مؤمنة ومواصلة على الصلاة، وهذا يُخفف كثيرًا، ولكن لا يمكننا التحكم في مشاعر الخوف والقلق، لابد من أخذ العلاجات – سواء كانت علاجات دوائية أو علاجات نفسية – وإن شاء الله تتحسَّن.

العلاج الدوائي: من الأفضل أن تأخذ دواءً يُساعدها في النوم ويكون مُهدئًا في نفس الوقت.

الـ (ليبرالكس Librax) هو مُهدئ، وفيه مادة اسمها (ليبريوم Librium) وهو من فصيلة الـ (بنزوديازيبين Benzodiazepine) واستعماله المستمر قد يؤدي إلى التعود، ولذلك من الأفضل أن تأخذ أو تتناول الـ (ميرتازبين Mirtazapine) واسمه التجاري (ريميرون Remeron) 15 مليجرام ليلاً، فهو لا يؤدي إلى الإدمان، ويُساعد على النوم، ويُساعد في علاج القلق، ويمكن أن تأخذه باستمرار، بل الأفضل أن تأخذه باستمرار لفترة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عنه عند انتظام النوم وذهاب القلق.

هناك أشياء يمكن أن تفعلها زوجتك بنفسها لتساعدها في التخلص من القلق أو التخفيف منه، طالما أنها لا تستطيع التحكم في مشاعر القلق، لأنه – كما ذكرت – تأتي غصبًا عنها، ولكن يمكنها أن تتعلَّم الاسترخاء، والاسترخاء طبعًا هو مضاد للقلق، وطالما تعلَّمت الاسترخاء وصارت في حالة استرخاء فهذا تلقائيًا يجعلها لا تحسُّ بالقلق.

كذلك من أفضل الأشياء للاسترخاء، طبعًا والرياضة، رياضة المشي لو أمكن ذلك، يوميًا لمدة نصف ساعة، أو تمارين رياضية في البيت، أو الاسترخاء عن طريق تمارين العضلات، شد مجموعة من عضلات الجسم لفترة ثم إرخائها، أو الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس، أخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات متتالية، وتكرار ذلك عدة مرات في اليوم.

الاسترخاء يؤدي إلى أن تحس بالهدوء، وبالتالي لا يجتمع القلق والاسترخاء. والحمد لله عليها أن تواصل في صلاتها، وعليها أن تكثر من الدعاء والذكر، فهذا أيضًا سيؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً