الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي حدود التعامل بين الخاطب ومخطوبته؟

السؤال

السلام عليكم

خطبت ابنة خالي منذ 4 أشهر، وتصفحت موقعكم لمعرفة ضوابط وحدود التعامل بين الخاطب ومخطوبته؟ ولقد استفدت كثيراً، فشكراً لكم.

هذه هي أسئلتي:
قرأت أن لا أكثر من الزيارات، فما العدد المسموح أثناء فترة الخطوبة؟ وهل يجوز أن أكلمها يومياً بالهاتف؟ أخبرتها أني أحبها، فهل يجوز أن أكررها عند كل اتصال هاتفي؟ وهل يجوز أن أعاملها بلطف ولين في الحديث وأضحكها لأخفف عنها؟

أحياناً أشعر منها بعدم الاهتمام، فهل يجوز أن نخصص جزءاً من يومنا لنتحدث أم هذا مخالف للشرع؟ أخبرتني أنها بعد الزواج ستكون مطيعة لي، ويحق لي كل شيء، أما الآن فلا يحق لي التدخل في شؤونها، ولا انتقادها، طالما لم يفعل ذلك أبوها ولا أخوها.

هل أنا مُحِقٌ أن الطاعة تكون لي بعد الزواج؟ هل تصرفها يدل على عدم الطاعة بعد الزواج؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ليث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.، نسأل الله تعالى أن يُبارك لك وييسر لك الزواج، والمرأة في فترة الخطبة لا تزال أجنبية عن خاطبها، فالواجب أن يتعامل معها مثل النساء الأجنبيات، فلا يجوز له أن يتكلم معها بكلامٍ فيه خضوع ولين، ولا أن يختلي بها، ولا أن ينظر إليها بعد أن نظر إليها النظرة الشرعية التي دعته إلى خطبتها، وهذا ما يجب أن تفعله -أيها الحبيب- مع خطيبتك، واعلم بأن التزامكما بحدود الله تعالى والابتعاد عن معصيته هو أعظم أسباب السعادة الزوجية وبناء بيت سعيد، ونزول البركة على حياتكما.

كن على ثقة من أن وقوفكما عند هذه التعاليم والآداب هو سبيل السعادة، ولا شك أنك قد وُفقت بفتاةٍ طيبةٍ جيدة، فكلامُها يدلُّ على أنها تُريد ذلك أيضًا، وليس تساهلاً منها ولا إهمالاً.

إذًا صُن نفسك عن الحديث معها، وإذا دعت الحاجة إلى الحديث معها فتكلَّم معها بكلامٍ جاد، لا لين فيه ولا خضوع.

نصيحتُنا لك أن تُحاول الإسراع بالزفاف بقدر الاستطاعة، فإن الزواج من الخير الذي ينبغي التعجُّل به، وإذا لم تقدر على الزفاف فعلى الأقل العقد الشرعي ليُبيح لك النظر إليها والجلوس معها والتحدث إليها بما شئت من الحديث، كلُّ هذا يكون بعد العقد عليها، وإن تأخَّر الزفاف بحسب عُرف الناس، نسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمر.

أمَّا موضوع الطاعة فالأمر كما قالت هذه الفتاة، أنه لا طاعة لك عليها ما دامت في بيت أبيها، وما دمت لم تعقد عليها إلى الآن، فإن الطاعة إنما تكون عندما تُصبح زوجة وعندما تقوم أنت بأداء ما عليك من المهر المُعجّل وإسكانها في بيت، ونحو ذلك.

أمَّا قبل ذلك فليس لك عليها طاعة، وعدم طاعتها لك في هذه المرحلة لا يعني أنها لن تُطيعك إذا صارت زوجة، فدعْ عنك هذه الأفكار.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا محمد فخري

    جزاك الله خيرا

  • السودان محمود

    موقع غني بالمعلومات جزاكم الله خيرا ، دائما نجد ما نبحث عنه وفقكم الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً