الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أفكار سلبية بسبب الظروف التي مرت علي، فكيف أتجاوزها؟

السؤال

السلام عليكم..

في البداية أشكر القائمين على هذا الموقع.

من سماتي الشخصية أني أحب الخير للجميع، ولكن منذ شهرين توفي أبي، ويعلم الله أني كنت الوحيد بجانبه في مرضه مع أمي فقط، وتحملت إهانات أبي حتى قبل الموت، من باب بر الوالدين.

وإخوتي البنات لم يقدمن أي مساعدة لأبي، وأنا لم أهتم بذلك، وبعد وفاة أبي علمت أن أختي التي أحبها وأحترمها تتعمد تجاهلي، وتتعامل معي بأسلوب غير حسن بسبب غيرتها مني، وإضافة لذلك أواجه ضغوطا شديدة في العمل، ومشاكل كثيرة مع أهل أبي.


لم أتحمل الضغوط، وبدأت في فعل أشياء سيئة مما أثر على علاقتي بزوجتي وأولادي، وهم ليس لهم ذنب فيما يحدث لي.

فقدت الثقة بكل من حولي، ووسوس لي الشيطان أن المعروف بأقرب الناس لا قيمة له، فهل من مخرج من الدائرة سواء كان بعلاج نفسي أو سلوكي، بحيث أستطيع ترتيب أورقي من جديد؟

وأتعامل مع مثل هذه الضغوط حتى لا أفقد السيطرة على نفسي، أو أتجه إلى الإدمان أو أشياء تغضب الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان كل شخص يواجه المشكلات في حياته بتفريغ غضبه في أسرته وأولاده ويدمر حياته الزوجية، أو يفكر أن يتجه إلى الإدمان، فهذا يعني تفاقم المشكلات، والهروب لما هو أسوأ وأخطر، ولإعادة تنظيم شؤون حياتك، ننصحك بما يلي:

- حدد أولوياتك بدءاً من أسرتك، ففيها استقرارك النفسي والعاطفي، اهتم بزوجتك وأبنائك، وحاول أن تبعدهم عن مشكلاتك مع أهلك، أو المشكلات التي تحدث معك في العمل، لأنه ليس لديهم ذنب.

- لا تتحدث مع الجميع عن مشكلاتك ، واتبع قاعدة (اعرف مع من تتحدث، ومتى تتحدث، وكيف تتحدث)، واجعل صمتك أكثر من كلامك، بذلك سوف تشعر بالارتياح بشكل مُلاحظ.

- بالنسبة لأختك، الأفضل أن تبادر أنت وتجلسا معاً وتتفاهما على كل شيء، بدون أن يتدخل أحد بينكما، بذلك سوف تحل هذه المشكلة. وتذكر قول الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}

- بالنسبة لضعف الثقة، فهذا شعور عارض، يزول بزوال المشكلة، فإذا حلت مشكلاتك مع أختك، وفي العمل ومع أقارب والدك، سوف تشعر أنك أكثر سيطرة على تصرفاتك وتعاملك مع الآخرين.

- مارس الأنشطة والهوايات التي تتقنها وتنجح بها، فالنجاح سر قوة الشخصية.

- اعتن بشكلك الخارجي وهندامك.

- غير عاداتك السلبية، واستبدلها بأخرى إيجابية.

- لا تتسرع بالكلام، فكر جيداً قبل أن تتكلم.

- ركز على الحلول، لا تجلس وتعد مشكلاتك بل فكر بطرق للتخلص منها.

- تعامل مع الناس على طبيعتك، لا تتصنع الكلمة أو الابتسامة، بل اجعل الابتسامة الحقيقية هي مفتاحك لدخول قلوب الآخرين.

- اقرأ عن الموضوعات التي تجد نفسك قليل المعرفة فيها، وتابع مجريات الأحداث العالمية والأخبار اليومية، فهذا يجعلك أكثر اطلاعاً ومعرفة مما يساعدك على التواصل، وطرح أفكارك، وانتقاد أفكار الآخرين مما يعزز ثقتك بنفسك.

- ابدأ بالظن والتفكير الإيجابي قبل السلبي، وحاول أن تتجاهل الكلام والمواقف التي ليس لها أي تأثير مباشر عليك.

- نظم حياتك (نوم كافي، غذاء صحي، علاقات سليمة، أصحاب ذوي أخلاق حسنة، مواظبة على الطاعات).

- ضع أهداف في حياتك قابلة للتحقيق، واعمل على تحديد زمن لانجازها.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً