الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع خطيبتي بالحجاب الشرعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نصحتني والدتي بفتاة لأتقدم لخطبتها نظرا لكونها فتاة طيبة وأهلها طيبون، الفتاة ترتدي حجاب لكنه غير شرعي، لو تقدمت لهذه الفتاة بماذا تنصحوني حتى أقنعها بارتداء الحجاب الشرعي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن الفاضل والأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على التواصل مع الموقع وحسن السؤال، ونسأل الله أن يُلهمك الرشاد، وأن يُحقق لك السعادة والآمال.

هنيئًا لمن يستمع لنصيحة الوالد، ونسأل الله أن يُسعدك مع الفتاة المذكورة، وأرجو أن أؤكد أن رأيك أيضًا من الأهمية بمكان، كون الفتاة طيبة وهي من أسرة طيبة؛ هذه مؤهلات عالية، وبعد ذلك نتمنى أن تُعجبك، وأن تدخل إلى قلبك، وأن يكون هذا الميل مشتركًا، فإن الزواج تلاقي بين الأرواح، (ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

إذا كانت الفتاة ترتدي حجابا لكنّه ناقصا أو غير شرعي؛ فهذه خطوة جيدة، فمن المهم أيضًا أن تعرف استعدادها لتحسين حجابها وقُربها من الله تعالى، وأصلاً الزوج يُعين زوجته على الطاعة، وهي تُعينه على ما يُرضي الله تبارك وتعالى.

فإذا كنت تريد التقدُّم للفتاة فأرجو أن تضع معها الخطوط الواضحة على أن تكونوا أسرة تقوم على النصح والتناصح، تقوم على تشجيع ومعاونة الشريك على طاعة الله تبارك وتعالى، والأمر ليس مجرد حجاب، إنما هي طاعات كثيرة، ينبغي أن يتعاون عليها الزوج والزوجة، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلَّت ثم أيقظت زوجها فصلَّيا، يعني: لابد أن يكون التعاون على البر والتقوى في كل ما يُرضي الله تبارك وتعالى، وقاعدة الحياة الزوجية، وهو من أكبر أسباب نجاحها، قال تعالى: {وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يُسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين}.

فإذا كانت الفتاة أقبلت عليها وأردتَّ خطبتها فينبغي أن تكون هذه الأهداف واضحة، وينبغي أن تكون هذه الأمور واضحة، ونبشرك بأن مَن يختار فتاة ترضاها الوالدة سيُعان على كثير من الخير، لأنه سيكون في ذلك عونٌ له على بِرِّ الأُمِّ وعلى أداء حق الزوجة، وهذه من المعادلات المهمة جدًّا في النجاح في الحياة الزوجية.

فننصحك بكل أمر شرعي، وننصحك بأن تترفّق بها، أيضًا أن تُقدّر أنها تحتاج لمرحلة انتقال، فلا تستعجل عليها من أول يوم، ولكن مسألة الإقناع والتوجيه، وحتى لو كان بعد مرحلة الخطبة أو كتب الكتاب، يعني: يمكن أن تضع لها بعض القواعد المهمة، بعد أن تُبيِّن لها أنك راغب فيها وأنك تُريدها، وأن الوالدة تمدحها، لكنك تتمنَّى حجابا أحسن، تتمنّى طاعات أكثر لله تبارك وتعالى وقُرب من الله، وقل لها: (حتى يُبارك الله لنا في حياتنا وفي أولادنا)، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً