الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعيد علاقتي مع صديقتي؟

السؤال

السلام عليكم.

تخاصمت مع صديقتي فقلت لها كلاما جرحها، وتدخلت أمها في الموضوع وقدمت إلى بيتي وقامت بإهانتي أمام أهلي، أنا أشعر بندم شديد، وتبت إلى الله، ولا أريد أن أذكرها إلا بخير، ولكن لا أستطيع الاعتذار منها بعدما جرحتني أمها، فهل يقبل الله توبتي؟ أجيبوني رجاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك -عزيزتي-.

تمعني في حديث رسولنا الحبيب المصطفى ماذا قال عن الخصام المؤدي للعداوة والتباغض، قال صلى الله عليه وسلم: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" رواه أحمد.

وبصراحة ما قرأته يشبه سلوكيات الصغار والمراهقين، فالصداقة لا تكون بهذا الشكل، ولا تكون بالعتاب والكلام الجارح وبتلفظ ألفاظ سيئة تجاه بعضكن البعض، وبدون مراعاة للمشاعر، واحترام للمكانة العلمية والاجتماعية لكما، مما يبدو لي لا أنت تراعين مشاعرها ولا هي صبورة، وما صدر منكما لا يعبر عن نضج وحكمة، وأنت بدأت وتجاوزت الحدود معها وهي أخطأت حين طلبت من والدتها التدخل.

لذا نصيحتي لك عزيزتي: أنّ تعتذري من صديقتك، طالما اعترفت أنك أخطأت بحقها، واعلمي أن الاعتذار يزيد من احترام المرء لذاته وتدل على حُسن أخلاقه، وقدر تحمله مسؤولية أفعاله واعترافه بحجم الخطأ الذي صدر منه، فاجتهدي في مصالحة صديقتك بشتى الطرق والوسائل والاعتراف بصراحة ودون تبرير بالخطأ وسوء الفهم بينكما.

شعورك بالندم والحزن لأنك أسأت لصديقتك، من خلال تعزيز اتصالك بها كجزءٍ من التعبير عن الندم والأسف أو طلب مُقابلتها لبيان مكانتها الكبيرة في قلبك، وإظهار رغبتك في إعادة فتح خطوط التواصل معها، والاستمرار بعلاقة الصداقة معها.

عدم وجود أي مشاعر سلبيّة عالقة لديكما مع التسامح وإعادة التوازن للعلاقة يمكنك لتعزيز ودعم الاعتذار، دعوتها للخروج والتنزّه معاً، أو تناول الغداء والتحدث معها بهدوءٍ وصدق كما يمكن إرسال هدية تحمل معها طاقة إيجابيّة، فالهدية سنة نبوية، تـقرب البعيد، وتصل المقطوع، وتنمي المحبة بين الناس، مؤثرة للصديق، وقد حثت رسولنا الكريم على تشريع كل ما من شأنه أن يؤلف القلوب، حيث قال: (تهادوا تحابوا) .رواه البخاري.

ركزي على عملك وتحقيق أهدافك وأحلامك بالحياة وكوني متسامحة مع صديقاتك ومتصالحة مع نفسك، وخذي عهداً على نفسك: تغييرك لتصرفاتك وأفعالك والظهور بشكلٍ أفضل مع صديقتك؛ حفاظاً على علاقتك الوديّة معها ومع الآخرين وممن حولك.

اسأل الله لك ولصديقتك الهداية والثبات، وجميل الحياة وحسن الختام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً