الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسوسة منذ بداية التزامي بالعبادة!

السؤال

السلام عليكم.

لدي سؤال أرجو منكم أن تجاوبوني عليه، فإني أعاني من الوسوسة كثيرا في الوضوء والصلاة والطهارة، عندما أذهب لقضاء الحاجة أغتسل وأنتهي، وبعد دقائق أشعر بأن هناك قطرات من البول نزلت، علما أني عندما أفتش على السروال لا أجد شيئا، ولكن أشك بأن هناك قطرات إما نزلت على الفخذ أو حول الفرج، فأغسل السروال الداخلي كله بالماء وأعصره وأغسل البنطال معه من ناحية الفرج فقط، وعندما يجف السروال ويأتي اليوم الثاني أذهب لقضاء الحاجة أجد بقعا صفراء حول السروال الأبيض، وأصبحت أغيره كل يوم وأجد نفس الشيء.

أرجو منكم أن تعينوني وأن تجدو لي حلا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسعد بتواصلك مع موقع الاستشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يمنّ عليك بالشفاء العاجل، والجواب على ما ذكرت:

نحمد الله تعالى أنك مدرك أن لديك مرض الوسواس، فإدراك وجود المرض جزء من العلاج، وهو مرض يسير يمكن أن يتعافى منه الإنسان إذا كان جادا في الخلاص منه.

وللخلاص من الوسواس يكون عبر الآتي: كل ما تجد من وسواس من خروج البول ولا تجد شيئا من ذلك، فهذا من مداخل الشيطان عليك، والله لا يؤاخذك به، وما فعلت من البحث عن النجاسة فلم تجد شيئا، فهذا يؤكد أنه ليس له حقيقة، ولم يكن يلزمك غسل الثياب؛ لأن ليس بواجب شرعا، وإنما كان يكفيك أن ترش بماء يسير على الثياب الداخلية، فإذا طرأ الوسواس فإنك تقول في نفسك هذا من الماء، وبهذا ينتهي الوسواس عنك تدريجيا -بإذن الله تعالى-، وأما البقع الصفراء التي في الثياب الداخلية لا يلزم أن تكون من النجاسة، قد يكون من شيءٍ آخر، ولا يلزم تغيير الثياب الداخلية بسبب توهم النجاسة.

لا بد أن تؤكد في نفسك، بأن لا تلتفت إلى الوسواس ولا إلى ما يدعوك إليه، ولا تعطي الأمر أي اهتمام وكأن شيئا لم يكن، لأنه لو استجبت له في بداية الأمر فإنه يتمكن من نفسك، فيصبح لك ذلك الأمر عادة، ثم يترقى بك الشيطان إلى أمور أعظم منها -والعياذ بالله-.

يلزم عليك كلما طرأ الوسواس، أن تقول: (آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وبما أن الوسواس جاء إليك لأنك في بداية عهد بالتزام بالدين، فإذا أكثرت من ذكر الله وقراءة القرآن والاستغفار، فإنه لا سبيل للشيطان عليك لأنه يخنس ويفر عندما تذكر الله.

أكثر من الدعاء فتسأل الله أن يصرف الله عنك شر الوسواس، واجتهد أن تلتحق بحلقة تحفيظ القرآن الكريم، وحضور مجالس العلم، فالعلم الشرعي سبب لمعرفة الوسوسة وكيفية التعامل معها.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً