الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فتاة .. فكيف لي أن أكسب الصديقات الصالحات؟

السؤال

السلام عليكم

لا أعرف من أين أبدأ، ولا أعرف كيف أصيغ كلامي جيداً، مشكلتي مع صديقتي، كانت طالبة جديدة في المدرسة السنة الماضية، وهي فتاة طيبة ولا زالت غامضة بالنسبة لي، لا أعرف إن كانت تريد أن تكون صديقتي أم لا، ففي البداية قالت لي: إنها تحبني، واعتبرتني صديقة بالنسبة لها، وبدأت تحدثني ببعض الأشياء، لكن بعدها بفترة قالت: إنها لا زالت تعتبرني زميلة -خوفاً من أن أبتعد وتبتعد عني حسب ما فهمته- وفي نفس الوقت تعتبرني أفضل صديقة بالنسبة لها، وقالت: إن كل ما قالته كان عادياً وليست أسراراً، وصدمت عندما قالت هذا، لم أفهم بعد، ولم أرغب بأن أظلمها، فاعتبرت أن كل شيء عادياً، وبعد فترة شعرت أني من أبدأ في الكلام عادة، ولم ترغب بأن تخبرني بأي شيء حدث لها واعتذرت، وهذا الشيء أغضبني حقاً وأحزنني، وكرهتها.

أخبرتني أنها لم يكن لديها صديقات، واستغربت من ذلك، لكن ما قصدته أنها تعتبرهم مجرد زميلات، والصداقة بالنسبة لها تكون بأن يتعاهدا بالحفاظ على ذلك، ويتعاونا، وإن اختصمتا لا تحتملان ذلك وترجعان صديقتين، ولأنها خُذلت أكثر من مرة بسبب ترك زميلاتها بعد فترة.

لدي رغبة بأن أتحدث معها لكني أمتنع عن ذلك، لم تعد لدي رغبة بأن أكوّن أي صداقة من جديد بسبب هذا، كرهتها حقاً، هي تناسبني لكن تصرفاتها لا تعجبني، أريد أن أعرف كيف أتعامل معها؟ خصوصاً أني أشعر بالغضب تجاهها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يمنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نُرحب بك مجدداً ونشكر لك هذا التواصل الدائم معنا.

غاليتي: علينا أن نتحلى بالروح الرياضية وألا نضخم الأمور أو نوقف حياتنا عند حدث أو فراق صديق أو سوء فهم تصرفات الآخرين، لذلك أنصحك أن تبادري بالتواصل مع صديقاتك من جديد، واعذريها، فربما تمر بظروف عائلية وأمور كثيرة، ولم تستطع أن تخبرك عنها، فعليك أن تلتمسي لصديقتك العذر.

لنفترض أنها قصرت بالتواصل معك، فلا تقومي أنت بالمثل، فلماذا لا تكوني أنت السباقة على الخير والسؤال عنها، وتذكري قول الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (خيرهما الذي يبدأ بالسلام)، وبهذا تكونين أنت فعلت كل ما في وسعك للتواصل والحفاظ على الصداقة بينكما، وهذه فرصة لها لتثبت لك الوفاء.

أنت في عمر الزهور، اهتمي بصحتك النفسية، ولا تعطي الأمور أكثر من حجمها، وركزي في مستقبلك، وليكن هدفك في الحياة التميز والارتقاء والحصول على نيل الشهادات العليا، وتعرفي على صديقات صالحات جدد، وشاركي بالأنشطة الخيرية الاجتماعية.

أشغلي نفسك بالتقرب إلى الله عز وجل، وأكثري من الاستغفار والدعاء، وادعي لك ولصديقتك بالخير، وأن تلتقيان على حب الله وفعل الخير.

أنصحك غاليتي أن تراجعي النصائح التي أرسلتها إليك في الاستشارة السابقة، رقم (2447802) كما أتمنى منك أن تعملي بها.

تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح والارتقاء والتميز يا يمنى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً