الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤية الشرعية للصداقة بين الفتاة والشاب عن بعد

السؤال

السلام عليكم

لي صديقة بالجامعة، ونشأت بيننا علاقة صداقة منذ بضعة أشهر، أعلم أن علاقة الشاب مع الفتاة في الإسلام ضمن ضوابط معينة، كعدم الالتقاء لتجنب الخطأ وضوابط أخرى، لكن علاقتي مع هذه الفتاة هي عن بعد، لا أستطيع اللقاء بها أو رؤيتها أو التعامل معها بأي شكل، فكل ما نفعله هو التحدث عن تفاصيل يومنا، عن طريق الفيسبوك، نستشير بعضنا في بعض المواضيع وعلاقتنا كعلاقة أي صاحب بصاحبه، هل هذا النوع من الصداقات حرام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
أولاً نشكر لك – أيها الحبيب – حرصك على تجنب الوقوع في الحرام ومحاولتك الانضباط بالضوابط الشرعية في علاقتك مع امرأة أجنبية، وهذا دليل على حُسن في إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.

وممَّا ينبغي أن تتذكّره – أيها الحبيب – أن فتنة النساء أعظم الفتن التي قد يتعرَّض لها الإنسان في حياته، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: (ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء)، والله تعالى لمَّا ذكر تحبيب الشهوات إلى النفوس في القرآن الكريم بدأ بالنساء، فقال: {زُيِّنَ للناس حبُّ الشهوات من النساء}، ثم ذكر باقي الشهوات.

وحذَّرنا عليه الصلاة والسلام من فتنة النساء في تحذيرات بليغة، ومن جملتها قوله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واتقوا النساء، وإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة التي ورد فيها التحذير والتخويف من الوقوع في شِراك هذه الفتنة العظيمة، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام في أحاديث أخرى عن استغلال الشيطان للمرأة، فيقول عليه الصلاة والسلام: (إن المرأة تُقبِلْ في صورة شيطان، وتُدبر في صورة شيطان)، يعني الشيطان يُصاحب المرأة فيُحسِّنُها ويُجمِّلُها في ذهابها وإيابها، وكذلك في كلامها، ولهذا حذّر الله تعالى أُمَّهات المؤمنين ومنعهنَّ من أن يتكلمنَ بكلامٍ فيه خضوعٍ ولينٍ مع الرجال الأجانب، فقال: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

كلُّ هذه النصوص من القرآن ومن السُّنّة – أيها الحبيب – تُبيِّن لك مقدار الخطر الذي يُحيط بالإنسان حينما يبدأ التواصل أو التعامل مع امرأة أجنبية، ولذا ينبغي أن يكون آخذًا بكامل الحيطة والحذر، حتى لا يجرّه الشيطان إلى الوقوع في معصية الله تعالى، وقد أخبرنا الله تعالى عن طريقة الشيطان في الإغواء فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

فانظر – بارك الله فيك – كيف سمَّاها خطوات، يعني: تبدأ بخطوة ولو كانت بعيدة، لأنه يعلم (الخبيث) أن هذه الخطوات ستجرُّ إلى خطوات تالية وراءها، وهكذا، فربما يبدأ الأمر بشيء مُباح مثل الكلام العادي بين الرجل والمرأة الذي ليس فيه خضوع وليس فيه لين، ولكن لا حاجة تدعو إليه، فيبدأ الشيطان من هنا، فبعد أيام يطور هذه العلاقة إلى كلامٍ عن الزواج، ومن ثم يبدأ يجرُّ إلى خطوة تليها، وهي الحب والغرام، ثم لقاء، ثم ... وهكذا.

ولهذا فنصيحتُنا لك أن تكون جادًّا حازمًا في قطع هذه العلاقة، فذلك خيرٌ لك وأحفظ لنفسك ولدينك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً