الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على أداء الصلاة والخشوع فيها؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 19 سنة، أطلب استشارتكم، أنا متهاون في صلاتي، أحيانا لا أصلي، ثم أعود ثم أتوقف، أحس أنني مقصر في حق الله كثيرا، وفي نفس الوقت حتى عندما أصلي لا أحس بشيء، لا أعرف كيف الناس ترتاح بالصلاة! علما أنه رغم قصوري إلا أني محبوب من الناس، وأحس أني محبوب من الله، وأحس أني محظوظ.

ورغم تقصيري إلا أني أنصح أصدقائي بالصلاة، وفعل الأعمال الصالحة، حتى البنات أثرت فيهن كثيرا، حتى بعضهن لبسن الحجاب، هل هناك شيء أفعله حتى أحافظ على الصلاة، وأحس بالخشوع ولذة العبادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yasser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يوفقك للمحافظة على الصلاة، وأن يجعلك هاديا مهديا، والجواب على ما ذكرت:
- بداية نوصيك بتقوى الله في السر والعلن، وكونك تصلي وتدعو الآخرين وتنصح بالمحافظة على الصلاة، وتدعو الآخرين إلى فضائل الأعمال، فهذا يدل على أنك على خير عظيم، وبهذا الخير سيوفقك الله لما تحبه وترضاه.

- ومن جانب آخر أحب أن أؤكد لك أن عليك أن تقرأ كثيرا عن منزلة الصلاة في الإسلام، فهي من أعظم أركانه بعد الشهادتين، وهي صلة بين العبد وربه، وأول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة، ولها آثار حميدة في الدنيا والآخرة، والتهاون في أدائها وترك المحافظة عليها من كبائر الذنوب، فقد توعد الله من يضيع الصلوات، فقال تعالى :"فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"، فهذا العذاب الشديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون، لا يقيمونها على وجهها، ولا يؤدونها في وقتها، ولهذا لزم عليك أن تتوب إلى الله من هذا الأمر العظيم، وتكثر من الاستغفار، عملا بقوله تعالى:" فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا".

- وأما الأسباب المعينة على أداء الصلوات في أوقاتها فهي كثيرة وأدلك على بعضها:
* تقوية الإيمان بالله عز وجل والخوف من عقابه، بكثرة ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم.
* أن تعلم أن التهاون والتكاسل في الصلاة من صفات المنافقين.
* أن تدع ما يشغلك عن الصلاة من لهو أو شغل أو نوم ونحو ذلك، وتعلم يقينا أن الصلاة أفضل من كل هذه الأمور.
* أن تكثر من الاستغفار ومن الدعاء بأن يوفقك الله للمحافظة على الصلاة.
* اترك مجالسة رفقاء السوء، وجالس الصالحين الذين يذكرونك بالله وبطاعته.
* اقرأ كثيرا في سيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- والصالحين من بعده، حتى تعرف كيف كانوا يحافظون على الصلاة.

- ومن جانب آخر، وما تشكو بأنك لا تحس بشيء من الطمأنينة والسعادة التي وجدها غيرك وهم يحافظون على الصلاة، فهذا الإحساس سيحصل لك -بإذن الله تعالى- إذا حافظت على إقامة الصلاة بكل أركانها وواجباتها وفي أوقاتها، وكنت مخلصا لله في أدائها، وأن تدرك معاني ما تقرأ في صلاتك من معاني القرآن والذكر.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن حلا بني ياسين

    جزاك الله خير

  • مصر محمد

    روعة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً