الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستفيد من اللغة الإنجليزية في نشر الدعوة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحس دائما بالندم لأنني لم أنجز شيئا، خاصة أنني كنت ذكية، تخرجت من اللغة الإنجليزية، وأصبحت معيدة وأصبت بالاكتئاب، دائما لدي فكرة أن تخصصي ضعيف، ولم أعرف ما أدرس، حيث أحيانا أقول طب أو هندسة، احترت ولم أعرف ما أحب! أرشدوني.

أنا في كندا منذ سنة، كان حلمي أن أنشر الإسلام باللغة الإنجليزية، لم أعرف من أين أبدأ؟ وماذا أفعل لكي أقتنع؟ حيث الجميع يقولون: بأخلاقك يمكنك أن تنشري الإسلام، ولم أقتنع، وكيف أحبب زوجي في التفقه في الدين، والحفاظ على صلاة الفجر، وغض البصر؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يستخدمنا في نشر دينه ونصره، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن من تحمل هذه الهمة العالية وتفكر في نشر الإسلام وضعت يدها على أعظم العبادات؛ فالدعوة إلى الله تبارك وتعالى من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم والمسلمة، وهي مهمة الأنبياء ورسالة الأنبياء – عليهم صلاة الله وسلامه – والتفكير في استخدام اللغة في نشر الإسلام ممَّا نحتاجه في هذا الزمان.

ولذلك أرجو أن تنفضي عنك غبار العجز والكسل، وتبدئي في نشر هذا الدين ونصره، وهذه أعظم رسالة، وعندها يُصبح هذا التخصص – تعلُّم اللغة الإنجليزية – من أقرب التخصصات إلى إرضاء الله تبارك وتعالى، ووصولك إلى هذه المرحلة يدلُّ على تمكُّنك، أن تُصبحي مُعيدة في الجامعة، أو تكوني بهذا المستوى دليل على تمكُّنك من اللغة.

ولذلك أرجو أن تستمري في هذه النية الصالحة، واعلمي أن الإنسان ينشر دينه بأخلاقه، ينشر دينه بسمته، تنشر المرأة دينها بمظهرها، وتنشر الدين بتبسيط معاني هذا الدين، بالإجابة على الأسئلة الحائرة عند القوم، وهي عندنا مُعطيات قرآنية وثابتة في أحاديث نبوية.

كذلك تستطيعين نشر هذا الدين العظيم بالتعامل وحسن التعامل الذي سيشعر به مَن يتكلم معك وتفهميه ويفهمك، لأنك تملكين لغته.

أمَّا بالنسبة للزوج: فطاعتك لله تبارك وتعالى هي كلمة السر، لأن الإنسان إذا أقبل بقلبه على الله أقبل الله بقلوب الناس عليه، {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}، ثم عليك فعل الأسباب التي تجلب محبة الزوج، التي منها الدعاء، والاهتمام بالمظهر، ورعاية مشاعر الزوج، معرفة المداخل إلى قلبه، القُرب منه، زيادة القواسم المشتركة، المهم تستعيني بالله وتجعلي هذه من أولوياتك، وأنت مأجورة على كل هذا.

وإذا أحبّك هذا الزوج واقتربت منه فإن هذا سيدفعه لكل عملٍ صالحٍ يُرضي الله، سيدفعه للتفقّه في الدين، هذا من خلال القُرب والمشاركة في التفقه، سيدفعه للمحافظة على الصلوات، سيُغنيه عن التطلع إلى الأخريات، ولذلك أرجو أن توفري الإشباع لبصره ولسمعه، وتحرصي على أن تكوني قريبة منه.

ونسأل الله أن يُعينكم على الخير، ونكرر شكرنا على هذا السؤال الرائع، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات