الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوقف عن التفكير في موضوع الإنجاب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ سنة، ولدي أنا وزوجي بعض المشاكل في موضوع الإنجاب، والمشكلة أن الموضوع يشغل تفكيري بشكل دائم، وأشعر أني لن أستطيع الإنجاب أبدا، وأشعر بالكأبة وضيق الصدر، وهذا الموضوع بدأ يؤثر على حياتي مع زوجي.

أريد النصح والمشورة، كيف أستطيع إيقاف التفكير في هذا الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

غاليتي: الزواج هو من أجل عمارة الكون، والعلاقة الجنسية هدفها الاستقرار النفسي والروحي والجسدي بين الزوجين، والإنجاب هو نتيجة هذا الزواج، والزوجان لهما حقوق كما أن عليهما واجبات، فالحياة الزوجية التي تغمرها المودة والرحمة هي بالمعاملة الطيبة وبالاحترام المتبادل بين الزوجين، واحتضان الشريك لشريكه في الأفراح والأتراح..

أتفهم الخوف والقلق وتفكيرك الزائد على الحمل، فشعور الأمومة هو شعور فطري، أسال الله -جل وعلا- أن تجربيه عما قريب، ولكني أود أن ألفت نظرك إلى أمر مهم جداً ألا وهو أن القلق والتوتر الشديدين قد يؤديان إلى إفراز هرمونات الشدة، ومنها: هرمون (الكورتيزول)، وهرمون الحليب، وهذه الهرمونات قد تؤثر سلباً على نوعية التبويض، فتؤدي بشكل غير مباشر إلى تقليل فرصة الحمل، وفي حالات قليلة قد يمنع حدوثها من الأصل، وكذلك بالنسبة للزوج، فإن شعوره بالخوف والقلق قد يؤثر على إفراز الهرمونات الطبيعية في جسمه، بما فيها هرمونات الذكورة، وبالتالي تتأثر جودة الحيوانات المنوية وتزداد احتمالية تشوهها.

لذا أنصحك باتباع إرشادات الطبيبة النسائية المعالجة ستساعدكِ كثيرًا على التغلب على القلق والخوف، فالمعرفة هي أول خطوة للتخلص من القلق، كما أنصحك بالهدوء والاسترخاء وعدم التفكير كثيرًا، وتذكري أن حالتكِ النفسية تؤثر على فرص حدوث الحمل.

لذلك نصيحتي لك أيتها الابنة الكريمة: أن تستعيذي من الشيطان الرجيم، وأن تحافظي على زوجك، وأن تأخذي بهذه النصائح لعلك تنتفعين منها -إن شاء الله تعالى-:
*أشعري زوجك بأنك تحبينه وتثقين به، وأنه رجل مميز وجذاب، فهو اختارك أنت من بين كل الفتيات لتكوني ملكة في بيته وتَسعدي به ويسعد بك.
*اهتمي بنفسك وتزيني له واهتمي بنظافة بيتك وبطعام زوجك وملبسه وأغراضه، فكل هذه الأمور تساعد في توطيد علاقة قوية بين الأزواج، وتعوض عن العلاقة الحميمية.
*اشغلي وقتك ونمي نفسك وطوريها من خلال القراءة، وتعلمي عن كل ما يخص فترة الحمل والصحة والرعاية للطفل، فهذه الفترة هي فرصة لك، فاغتنميها بتثقيف نفسك، ولا تنسي أن تقرئي عن الحقوق والواجبات بين الزوجين، وعن كيفية نجاح العلاقة الحميمية خلال فترة الحمل، وما هي الأوضاع المناسبة لكما في الفراش.
*حافظي على الصلاة، وكوني قدوة لزوجك، وشجعيه على أدائها؛ فالصلاة تنهي عن المنكر والفحشاء.
*حافظي على الورد اليومي، وعلى سماع القرآن، فهي مُسكن للنفوس ومحاربة للشيطان المتربص في بيوت المسلمين.
* حاولي أن تمارسي الرياضة قدر المستطاع، ولا تهملي نفسك وصحتك، وواجهي حياتك بقلب امرأة مسلمة قوية؛ فالمسلم القوي خير من المسلم الضعيف.
*حافظي على الحوار، ثم الحوار بينك وبين زوجك، وكوني الصديقة الودودة إلى حبيبها وزوجها.

أسأل الله العلي القدير أن يرزقكِ الذرية الصالحة البارة ويُفرح قلبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً