الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من عدم التوافق في الزواج.

السؤال

السلام عليكم ..

جزاكم الله خيراً لجهودكم أيها الأحبة.

مشكلتي أخاف من الزواج لأن الزواج هذه الأيام أصبح زواجا عن حب، وأنا لا أريد زواجا عن حب أو علاقة قبل الزواج، ولكن أريد زواجاً تقليدياً، وكما تعلمون أن الزواج التقليدي لا يمكن من خلاله معرفة البنت تماماً.

أنا خائف أن لا تعجبني طباعها أو لا تكون كما أريد، فأنا أريد البنت المتزنة العاقلة، وأخشى أن لا أجد الصفات التي أريدها في من أتقدم لها.

كذلك خوفي من أن أغلب فتيات اليوم تربطهن علاقات محرمة قبل الزواج، وأصبح نادراً أن تجد الفتاة المناسبة الملتزمة في زمننا هذا.

ما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن الكريم والأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُغنيك بالحلال، وأن يضع في طريقك فتاة تُعينك على طاعة الكبير المتعال.

أرجو أن تعلم أن الزواج شيء جميل، بل هو تلبيةٌ للفطرة التي فطر الله عليها الرجال والنساء، ولا مجال للخوف من الزواج، بل ينبغي أن تستقبل الزواج بفرح شديد، وأرجو أن تعلم أن الحب الحلال الحقيقي هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، واعلم أن في بنات الناس خير كثير، فليس الأمر كما يتراءى لك، فإن الناس قد يُعمِّموا التجارب أو ما يُشاهدونه من الصور السالبة، ولكن هناك فاضلات وهناك عاقلات، وستجد إن شاء الله تبارك وتعالى مَن تُسعدك في هذه الحياة.

فعلاً الزواج التقليدي الذي تقول عنه فيه خيرٌ كثير، لأن الزواج التقليدي هو الذي يقوم على المعرفة الفعلية عن طريق الجيران، بنات الأقارب، بنات الأهل، في هذه البيئات التي يتعارف فيها الناس، وهذا يُعتبر من أنجح الزيجات.

أمَّا الحب الفعلي الحلال فهو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، وما سواه من ممارسات تحصل من بعض الشباب والفتيات الغافلات هي أمور لا تُرضي الله تبارك وتعالى، وحُقّ للإنسان أن يخاف من آثارها وعواقبها، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد فاضلات طاهرات.

نحن نرجو أن تجتهد في البحث عن الفضلات الطاهرات، واطلب صاحبة الدين، وانظر في أسرتها، واطلب مساعدة أهلك أيضًا، فإن النساء يعرفن أحوال البنات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ومرة أخرى نرفض فكرة الخوف من الزواج، بل ينبغي أن تأتي بالشروط الشرعية، تحرص على صاحبة الدِّين، تختار صاحبة الحشمة والأدب، تختار الأسرة التي فيها الخير.

بعد ذلك ينبغي أن تعلم أن الرجل له تأُثير كبير على المرأة، وأن الحب الصحيح هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتً ورسوخًا.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والنجاح والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً