الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة هلع ووساوس بعد العرس!

السؤال

السلام عليكم

كنت ولدا عاديا، وكنت ضعيف البنية، والحمد الله مارست الرياضة، وأصبحت لي عضلات، وتغير شكلي إلى رياضي، والكل يثني علي، لكن يوم عرس أختي وبعد انتهائه أصابتني نوبة هلع وضيق تنفس، دامت ليومين، لكن من تلك الصدمة أصبت بوساوس قهرية.

المشكلة كلما أتغلب على واحدة بالتجاهل تأتيني أخرى وهكذا، وكنت أبحث في قوقل على أعراض نفسية وأوسوس بها، وفي الآونة الأخيرة أصبت بنوبات فزع في النوم.

علما أن لدي نقصا حادا في فيتامين دال، وأتعالج وعملت تحليل فيتامين b12 ، ووجدته 210، أي في الحدود الدنيا، أريد حلا، الوساوس دمرتني، وأثرت على دراستي، علما أني لست متدينا ولا أصلي، أنا أبكي، وأدعو الله أن يخرجني من هذه الدوامة المخيفة، وأستعيد صحتي، لا أحد يعرف حالتي غير الله، والله إني خائف جدا، ولا أعلم ماذا أفعل، خصوصا أن هذا يؤثر على دراستي، وأصبحت الوساوس مركز حياتي، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

الذي حدث لك هو نوع من (قلق المخاوف الوسواسي)، ويظهر أن الحالة قد تدرّجت، ربما أُجهدتَّ من خلال التحضير مع الأسرة لزواج أختك، ونبارك لكم هذا الزواج، نسأله تعالى أن يجعله زواج مودة وسكينة ورحمة.

فبعض الناس حين يُصابون بأي إجهاد نفسي أو جسدي تظهر لديهم أعراض القلق والخوف والوساوس؛ لأنه في الأصل كان لديهم استعداد لهذه الظواهر؛ لا نعتبر أن حالتك حالة مرضية، حالة عادية -إن شاء الله-، وسوف تزول.

أريدك أن تكون إيجابيًا، أريدك أن تجعل لحياتك أهدافا، وأن تكون لديك طموحات، ويا أخي الكريم: موضوع الصلاة وموضوع الالتزام بطاعة الله تعالى يجب أن يكون في أسبقيات أسبقياتنا في الحياة، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، {وإنها لكبيرة إلَّا على الخاشعين}.

أنا أستغرب كيف تطمئن نفس دون صلاة؟ كيف تطمئن نفس دون تقوى الله؟ فيا أيها الفاضل الكريم: أنت في بدايات الحياة، أنت في بدايات سِنِّ الشباب، فأرجو أن تلتفت لنفسك وتلتفت لدينك، وأرجو أن تُحسِّن من إلمامك بالدين، أقول لك هذا مع كل الاحترام والتقدير.

الإنسان إذا عرف الأشياء على حقيقتها سوف يُقدّرها، وسوف يجعلها جزءًا من حياته، كثير من الناس يجهلون عظمة الصلاة، كثير من الناس يجهلون مناقب الصلاة والصيام والزكاة وبر الوالدين، والابتعاد عن الحرام، والارتقاء بالنفس، بل كثير من الناس يجهل وظيفته في هذه الحياة، وظيفته {وما خلقت الجن والإنس إلَّا ليعبدونِ}، {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا تُرجعون}.

فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تلتزم بدينك وبالصلاة، وليس من الضروري أن تُسمّي نفسك (متديِّنًا)، الملتزم بدينه مسلم مؤمن، يؤدي واجباته التعبُّدية، يجب أن تقدم على هذا الأمر بجدية شديدة، ويجب أن تستمتع بالحياة، تمارس الرياضة، تغذية سليمة، تُرفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تكون متميِّزًا في دراستك، هذه هي الحياة الصحيحة، أن تجعل لحياتك قيمة، أن تكون ملتزمًا بدينك، ملتزمًا بصلاتك وعباداتك وأذكارك وتلاوة كتاب الله، سوف تجد أن الوساوس قد انتهت، وأن التوترات قد انتهت، وأن نفسك أصبحت مطمئنة جدًّا؛ لأنه شغلك ما هو أهمّ من الوساوس والخوف والتوتر.

هذه نصيحتي لك، طبعًا لا بد أن تعوض فيتامين (د) بصورة علمية طبية صحيحة، ويا حبذا أيضًا لو أخذت أحد مركبات الفيتامينات التي تحتوي على فيتامين (ب12)، وأنا أرى أن الحالة حالة بسيطة وسوف تنتهي إن شاء الله تعالى.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة أبدًا. (الرياضة، تمارين الاسترخاء، التفاؤل، تنظيم الوقت، الصلاة في وقتها، بر الوالدين، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، وتحقير الفكر الوسواسي) هذا كلُّ ما تحتاجه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حبيبه احمد

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً