الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنزعج من سماع الأصوات، كيف أجعل الأمر عاديا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

في الآونة الأخير أصبح عندي أمر مشكل، وهو أني أصبح في حالة غضب، وتضايق من الأصوات الصادرة من فم الآخرين، وخصوصاً من صوة امتصاص ما تبقى من الطعام الملتصق بين الأسنان، وعند سماعي لهذه الأصوات فمي يولد إفرازات كثيرة من اللعاب، وأحس بضيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما أن بعض الناس لديهم حساسية جلدية، فإن بعض الناس تأتيهم ما يمكن أن نسمّيه مجازًا (حساسية نفسية) مثلاً المضايقة من الأصوات العالية، خاصة عند القلق والتوتر، التضايق من الأصوات الصادرة من الفم – كما ذكرتَ أنت الآن – هذه كلها نوع من العادات المكتسبة حقيقة، لكنها مرتبطة دائمًا بالقلق وبالتوترات والانشداد العضلي والانشداد النفسي.

أنا أرى أن تتجاهل الموضوع تمامًا، ولا تركز عليه، هذا مهم، وأن تتدرب على تمارين استرخاء بدقة وبكثافة، وأن تكون حريصًا على تطبيقها، توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرص عليها.

أيضًا ركز على الرياضة، لأن ممارسة الرياضة مفيدة جدًّا لتطهير النفس من كل شوائبها، وطبعًا أقول لك لا تغضب، لأن الغضب بالفعل هو انفعال نفسي سلبي جدًّا، يؤثّر على كل أعضاء الجسم حتى القلب.

طبعًا الإنسان قد يواجه مواقف قد يتوتر فيها وقد ينتابه الغضب، لكن الإنسان يتذكّر أن الغضب أمرٌ ليس طيبًا، ويجب أن يتجاوزه الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن نتجاوز الغضب من خلال الاستغفار، والاستعاذة بالله من الشيطان، وأن يُغير الإنسان وضعه، إذا كان جالسًا فيقف، وإذا كان واقفًا يضجع، أو يتحرك، وأن يتفل على شقه الأيسر ثلاثًا، ويا حبذا لو جرّبت مرة أن تتوضأ حين تنتابك نوبة الغضب، ستجد أن في ذلك خيراً كثيراً، لأن الوضوء يُطفئ نار الغضب، ولا شك في ذلك.

هذه هي الأسس التي أنصحك بها، وإن شاء الله الأمر في غاية البساطة، ويجب ألَّ تُركز عليه، ولا تجعله وسواسًا، لأن التجاهل حسب ما عندنا في علوم النفس والسلوك يُعتبر أيضًا علاجًا لأشياء كثيرة جدًّا، وهو علاج نبوي ولا شك في ذلك، حيث نصح فقال: (فليسعذ بالله ولينته).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً