الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل والعزلة وغيرها من الأعراض تقودني إلى المشاكل، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعزائي موقع إسلام ويب والأطباء المشرفين على قسم الاستشارات، بدايةً أوجه لكم أطيب الأمنيات، وجزيل الشكر على جهودكم في خدمة عباد الله.

أنا شاب أعزب، أبلغ من العمر ٣٢ عاما، لا أعلم ما هي مشكلتي، وأتمنى أن أجد التشخيص المناسب لحالتي، حيث إن عندي هذه الأعراض والتي تسبب لي المشاكل في حياتي والعمل:

- الخجل بحيث لا أستطيع أن أفتح حواراً مع الذي أمامي وتنحصر إجاباتي (بصحيح، نعم، أها)، ولا أستطيع أن أرفض طلباً أو أجادل في حق لي، وقرأت عن هذا الموضوع بما يسمى مشكلة (توكيد الذات)، ولا أستطيع الاندماج مع أي شخص جديد أو غريب لأكثر من ٥ دقائق، وأشعر بالخجل الشديد عند الحديث مع الجنس الآخر.

- اُحب الانعزال بحيث عندما أكون في مقر عملي أتسلل لغرفة الاجتماعات إذا كانت فارغة، وأبقى منفرداً مُتصفحاً مواقع التواصل الإجتماعي والسرحان في أفكاري.

- لا أستطيع سرد الأحاديث أو المبادرة في حديث، أو توصيف موقف حصل معي برغم الرغبة الشديدة، وقلة الثقة بالنفس، والخوف من الإقدام على أي شيء بخصوص عملي هرباً من المشاكل، مما يسبب تسويف الأمور والمماطلة والكسل، الأفكار السلبية سببت لي الاكتئاب مؤخراً، وشرحت للطبيب اكتئابي فقط ولم أخض معه التفاصيل أعلاه، فأعطاني دواء (سبرالكس) مستمر عليه منذ شهر تقريباً، كنت مدمناً على الأفلام الإباحية -والحمد لله- تركتها منذ ٣ أشهر بلا رجعة، أتمنى إيجاد ووصف علاج  مناسب لحالتي.

دمتم سالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: صفات الخجل والانعزالية هي صفات غير محبذة، وعلى من يتصف بهاتين الصفتين أن يعمل على التخلص منها بأسرع وقت، لأنهما يجران عليه العديد من المشاكل الشخصية والعائلية في المستقبل.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي سوف تساعدك بمشيئة الله في التخفيف من حالتي الخجل والانعزالية عندك:
- حدد جميع المواقف التي تخجل فيها، واكتبها، وكلما كتبت موقفا ضع مبرراتك أنت لماذا تخجل، مثال: "أخجل عندما أرى مجموعة من الفتيات ويتوجه لي سؤال" الآن اكتب مبرراتك: مثلاً: لأن عددهن كبير، لأني لا أجيد الإجابة، .. وهكذا مع بقية المواقف، وبعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرأها بعناية، وانظر هل المبررات تستحق هذا الخجل حسب الموقف؟! وكلما كتبت أكثر سوف تصبح أكثر وعياً وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سوف يقل عندك مستوى الخجل، لأنك كلما واجهت موقفا يخجلك سوف تضع مبررا لهذا الخجل، وسرعان ما تتحرر من هذا الشعور بعد تكرار ذلك في أكثر من موقف.

- تواصل وتفاعل اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويوسع من مداركك، وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.
- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخص اجتماعي وأكثر تفاعلاً وكفاءة.

- اصغ جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن تتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة، وأثناء إصغاؤك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله واحرص على التواصل بصرياً معه، وقم بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكن من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم.
- عندما تتكلم، نظم أفكارك الرئيسية التي يجب أن تتحدث عنها، ولا تخرج من موضوع إلى موضوع آخر إلا بعدما تشعر أن الموضوع الأول قد انتهى فعلاً.
- يُمكن تكوين علاقات صداقة قويّة من خلال الاهتمام بالآخرين، وإظهار هذا الاهتمام لهم ليتمكنوا من معرفة قيمتهم عندك.
- عوّد نفسك على قول "لا" عندما يحتاج الموقف ذلك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً